عاتبت السياسية الإيطالية سعاد السباعي، ذات الأصول المغربية، بابا الفاتيكان تصريحاته المتكررة التي تفرق الإسلام عن الإرهاب، ما يسبب لها صدمات متكررة تضر بمشاعرها ونفسيتها.
وقالت السباعي الجريحة والخائبة الأمل في البابا، بل والقلقة جدا من كلمات البابا فرانشيسكو التي تنفي وجود رابط بين الإرهاب والإسلام: « أن يهينك المتطرفون ودعاة الطيبوبة الزائفة نحن كمسلمين معتدلين نقبل ذلك..أنا لا أريد أن أسيىء إلى الأب الروحي، لكن لا أجد نفسي متفقة معه. إن نكران التطرف الإسلامي إهانة إلى الكثير ضحايا المجازر الجماعية التي حدثت في التاريخ، وإلى أكثر من 380 ألف ميت قتلتهم الجماعات الإسلامية في الجزائر، وإلى الضحايا الأفغانيين والسوريين الذين قتلهم تنظيم القاعدة، وإلى الأموات الذين لقوا حتفهم على يد "الشباب" في كينيا»
قال البابا فرانسيس أن الإرهاب الإسلامي لا وجود له، وإنما هو ظاهرة نتاج البطالة.
سعاد السباعي: "لقد صدمني كلام البابا، فهو مثل حمض على جرح عميق جدا لايلتئم أبدا. أنا لا أقصد عدم احترامي له، ولكن أود أن أقول شيئا واحدا: الأب الأقدس، فهنا الوضع مأساوي، إن الطيبوبة تجلب الأضرار. البطالة لا علاقة لها بالموضوع. الإرهاب الإسلامي موجود وتدوره حوله العديد من الأموال. الإرهابيون الإسلاميون ليسوا عاطلين عن العمل، بل جماعة يحاول استثمار المال بشكل جيد. كلمات الأب الأقدس، بالنسبة لي، تبدو كأنها إهانة لأولئك الذين يعانون من البطالة حقا، الذين يتركون بلدانهم ويهاجرون إلى بلدان أخرى للعمل. كما أنها إهانة للعديد من العاطلين عن العمل الذين لم يسبق لهم أن مسكوا سلاحا. وهي جريمة بالنسبة لنا كنساء، وإن كل يوم يمر بمحاربة التطرف الذي يرفع حريتنا في اللباس، في الدراسة، في تحويل (الديانة / الجنس!!)، في التنفس ".
هل تفسرين لنا ماهي جذور الإرهاب الإسلامي؟
سعاد السباعي: له جذور سلفية، يصل من مشروع وضعت لبنته الأولى في سنة 1929 من الإخوان المسلمين. هو مشروع سياسي يشغل أراضي ترابية متنوعة. في السابق، كان محدودا في الدول العربية، أما الآن فهو يتمدد حتى في بلاد الغرب بفضل تمويلات الدول النفطية. وسبق الإعلان عن ذلك في انجلترا، وفي الدانمارك، وفي بلجيكا، وقريبا سيعلن مثل ذلك عندنا نحن إذا واصلنا بهذه الطريقة.
هل المشكل هو الإسلام السياسي؟
سعاد السباعي: نعم، أنا ومسلمون أخرون معتدلون نحارب منذ سنوات الإسلام السياسي للإخوان المسلمين وبعض المتشددين. نحن نريد أن يصبح الإسلام مثل باقي الديانات وأن يعنى بالحياة الخاصة للفرد. أما كل ما يتبقى فهو الإسلام السياسي. لكن قداسة البابا، فهو يسيىء تقييم هذا المشكل، وأكيد أنه يفعل ذلك على حسن نية.
هل يوجد إسلام معتدل؟
سعاد السباعي: يوجد لكنه محجوب. وإن كلمات قداسة البابا يحجبه أيضا بشكل أكثر بما يخدم أهداف المتطرفين.
وماهو رأيك في المسلمين المتحولين دينيا؟ هيئة العلماء في المغرب ألغوا مؤخرا عقوبة القتل في حق المرتدين، وأن البابا لم يعبر عن رأيه بشأن ذلك.
سعاد السباعي: العلماء يعترفون ويعرفون الإرهاب الإسلامي، لذا لا يهابونه، ولذا يقومون بإصلاحات متزايدة، مثل حرية اختيار الديانة وحقوق الإنسان، وهو الشيء الذي لا يفعل هنا. وأرى من الغريب أن البابا لم يتحدث عن الكثيرين من المتحولين إلى المسيحية الذين يخاطرون اليوم بحياتهم وهم موتى أيضا في إيطاليا. ليس من يتحدث بلسانهم وهناك أكثر من أولئك من يتحولون إلى ديانات أخرى.
هل هنا في إيطاليا توجد حرية اختيار الديانة؟
لا، هناك حرية فقط لبعض الديانات. اليوم هناك حرية الكلمة لفائدة الطيبين الذين لم يوسخون أيديهم أبدا لكي يعرفون الحقيقة. وكذلك لأن لا أحد يريد توسيخ يده حينما يتعلق الموضوع بالموتى، وسوء المعاملة ونقص الحقوق.
ترجمة: لطفي شقرون