إلى حدود أيام قليلة نقلت جميع وسائل الإعلام الإيطالية بشكل مكثف خبر تعرض تلميذة إيطالية إلى الاعتداء والتحرش الجنسي على متن قطار من طرف شخصين قالت التلميذة بأنهما مغربيان.
خلفت هذه القصة المأساوية صدمة كبيرة لدى الرأي العام، بما أن الفتاة هي إيطالية وتبلغ من العمر 15 عاما، ولأن وسائل الإعلام ركزت على الموضوع كأنه تسونامي ضرب إيطاليا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ليتضح أن كل تلك القصة التي روتها الفتاة للشرطة هي مجرد نسج خيالي لا أساس له من الصحة.
كانت الفتاة التلميذة صرحت للشرطة أنها تعرفت على شاب عبر الفايسبوك وكانت تتواصل معه إلى أن جاء اليوم الذي حددا فيه موعد للقاء، فأخدت القطار من محطة "بورطا دجينوڤا"، بميلانو لكي تذهب عند صديقها، رفقة صديقة لها، لكن الصديقة اعتذرت ونزلت في إحدى المحطات فأكملت هي الطريق، وهي على متن القطار اقتربا شخصان منها (قالت بأن أحدهما هو الشاب الذي كانت تتحدث معه على الفايسبوك) فهما يتحرشان بها جنسيا، بما أن العربة كانت فارغة من الركاب، فقاومتهما وبدأت تصرخ لكي توقف العنف في أسرع وقت، لكن لم يسمع صراخها أحد.
وعند عرض التلميذة على الطبيب الشرعي، لأن الفتاة كانت مصابة ببعض الجروح، قال الطبيب بأن على الشرطة أن تطارد الفاعل وإلقاء القبض عليه. لكن الشرطة بدأت بمراقبة كاميرات المراقبة انطلاقا من محطة الإنطلاق إلى محطة "مورطارا"، فلم تحدد الشرطة أشخاص يمكن الاشتباه فيهم، لكن التحقيق يشهد منعطفا أخر، وهو حينما قدم الفتى المغربي، الصديق الفايسبوكي للتلميذه المدعية كونها ضحية عنف، إلى مركز للشرطة بعدما علم بخبر الفتاة وأنه معني به، اعترف بأنه يعرفها، لكنه نفى أي اعتداء عليها مبينا أنه لم يأخد أبدا القطار يوم الاعتداء المزعوم عليها.
ووفقا لصحيفة "إل دجورنالي"، صدق المحققون أقوال الشاب المغربي بما أن لديه دليلا دامغا.
التحقيق أوشك على الانتهاء، إلا أن الشرطة تنتظر الآن أن تقوم الفتاة تفسير دوافع الكذب والافتراء.