غضب متنوع في هولندا هذه الأيام، بعد ظهور فيديو بطله إمام مسجد Ghulzar e Madina الشامل على مدرسة في مدينة Zwolle عاصمة مقاطعة Overijssel في وسط الشرق الهولندي، وظهر فيه يعلم أطفالا هولنديين الصلاة.
مدرستهم أرسلتهم ضمن نظام في المناهج التعليمية بهولندا، يحث طلاب المدارس على زيارة مدارس للأقليات المقيمة للتعرف إلى ثقافات طلابها، إلا أن الإمام حوّل زيارة الصغار إلى "حصة دعوية" طبقا لما نراه في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" الآن، مع أنه قديم منذ عام، لكنه ظهر "يوتيوبيا" وإعلاميا الأربعاء الماضي فقط، وحين علم به ذوو التلاميذ الصغار، انتفضوا غاضبين ومحدثين ضجة وصلت إلى البرلمان والإعلام، وعبرت الحدود إلى وسائل إعلام دولية، منها صحيفة Express البريطانية، حتى في إيطاليا أيضا وغيرها.
وغضب ذوو التلاميذ أكثر، لأن المسجد معروف بهولندا، البالغة أقليتها المسلمة 500 ألف تقريبا، بأن دعاة متطرفين اعتادوا التردد عليه، منهم "واصف تصرفات الهولنديين غير المسلمين بأنها كتصرفات الكلاب والمومسات" وهو الباكستاني الشهير محمد أنس نوراني صدّيقي، رئيس "البعثة الإسلامية في باكستان" والابن الأكبر لشاه أحمد نوراني، المعروف لجماعته بلقب "مجدد العصر" الراحل في 2003 بأزمة قلبية.
في الفيديو، بحسب الوارد عنه في الإعلام الهولندي وغيره، يظهر الإمام "مولانا طاهر وجيد حسين نوراني" وهو يجهد لتعليم التلاميذ الذين فصلهم ذكورا إلى اليمين وإناثا إلى اليسار، الركوع والسجود، ونجد بعضهم فرحا بما كان يقول، بل ظهرت فتيات صغيرات يتراقصن ابتهاجا بما غريب عليهن، ثم أوضح لهم على مرأى من معلمتهم الواقفة خلفهم، كيف يؤم إمام المسجد الصلاة وهم خلفه راكعون وساجدون، مؤكدا على ضرورة ملامسة الجبين للأرض وبسط اليدين عليها لإتمام السجود.
وكان الإمام طاهر قام بجولة مع ذوي الشعر الأشقر لإطلاعهم على المسجد وما فيه، ثم عرج بهم إلى داخله، ويبدو أن أحد التلاميذ طلب منه أن يريهم كيف يؤدي المسلم صلاته، فنزل عند طلبه، إلا أن ظهور الفيديو الأربعاء الماضي أغضب ذوي الطلاب، ومعهم النائب Harm Beertema من حزب Freedom اليميني المتشدد والمعادي للأجانب، فدعا عائلات الطلاب الهولنديين إلى عدم إرسال أبنائهم إلى مدارس الأقليات، والإعلان عن عدم رضاهم عن سياسة "تبادل الزيارات" الطلابية.
كما ظهر أب لواحد ممن علمهم الإمام الصلاة، وكتب في حساب له بموقع للتواصل، بأنه وجد ابنه (في فيديو آخر) ينشد "أهلا أهلا باللاجئين، بدلا من عيد ميلاد سعيد" أو Mary Christmas الشهيرة. أما فيديو تعليم الصغار على الصلاة فسبب الغضب أيضا، لأن فيديو آخر ظهر في يوليو الماضي لتلاميذ مدرسة كاثوليكية التعليم في بلدة Dongen بالجنوب الهولندي لريفي، وهم يزورون ذلك الشهر مسجدا في مدينة "روتردام" فغضبت عائلتهم واحتجت، إلا أن القيّمين على الشؤون التعليمية "لم يحركوا ساكنا" وفق تعبيرهم.