أعلنت شرطة زيورخ أن الشخص الذي أطلق النار على روّاد المركز الإسلامي بزيورخ مساء الإثنيْن 19 ديسمبر 2016 مساءً هو رجل يبلغ من العمر 24 عاما مولود بسويسرا، ومن أصول غانية. ولا يبدو أن له أي علاقة بما يسمّى "تنظيم الدولة الإسلامية"، أما دوافع جريمته فلا زالت غير واضحة.
وخلال ندوة صحفية عقدتها يوم الثلاثاء على الساعة الثانية ظهرا، أضافت شرطة زيورخ أنها "تجهل في الوقت الحاضر دوافع الجاني، وأنها عثرت على رموز تتعلّق بالتنجيم والسحر". وبالنسبة للمحققين فإنه "لا شيء يدعو إلى الإعتقاد بوجود صلة بين ما عثر عليه في منزل الجاني والإرهاب أو اليمين المتشدّد".
وكان بيان صادر عن شرطة كانتون زيورخ صبيحة يوم الثلاثاء قد أفاد أنه تم العثور عن جثة رجل على مقربة من المركز الإسلامي بزيورخ، وأن هذا الشخص على علاقة بالجريمة، وأن عملية البحث عن المسلّح التي تشترك فيها قوات أمنية مدججة بالسلاح مستعينة بفرق من الكلاب المدرّبة قد توقفت".
وأضافت الشرطة في نفس البيان أنه "تم التعرف على مُطلق النار على المركز الاسلامي في زيورخ. وعُثر على جثة قرب مكان الجريمة قد تكون لها علاقة" بإطلاق النار، وأكدت "التخلي عن عملية التعقب".
وكان سبق للشرطة أن صرحت أنه في الساعة الخامسة والنصف من يوم الإثنيْن (أي بعد حوالي نصف ساعة من موعد صلاة المغرب، حسب توقيت مدينة زيورخ)، دخل "شخص مجهول" البناية وأطلق عدة أعيرة نارية مُستهدفا العديد من الأشخاص الذين وجدوا على عين المكان للصلاة.
من هم الجرحى؟
قالت الشرطة إن ثلاثة رجال أصيبوا في إطلاق النار، تبلغ أعمارهم على التوالي: 30 و35 و50 عاما، وجروح إثنيْن منهم خطيرة. وقد نُقل ثلاثتهم إلى المستشفى، لكنهم أصبحوا الآن خارج دائرة الخطر.
بعض التقارير أشارت إلى أن حوالي ثمانين شخصا كانوا متواجدين في المركز عند وقوع الحادثة، في حين أن عددهم لا يتجاوز 12 شخصا في الأوقات العادية.
ويؤمّ هذا المركز على وجه الخصوص صوماليون وإريتريون وأفراد من بلدان المغرب العربي.
أيْن؟
يقع المركز الإسلامي في إيسغاسّ، بناية رقم 6، في المقاطعة الرابعة بمدينة زيورخ، غير بعيد عن محطّة القطارات الرئيسية بالمدينة، وعن معهد تدريب مهني ومساحة تجارية.
وفي تصريحات لصحيفة "نويه تسورخر تسايتونغ"، قال أحد المصلين: "نحن خائفون جدا. فأطفالنا يزورون المسجد كل نهاية أسبوع، ولا أدري ما إذا كنا لا نزال آمنين في هذا المكان".
يُذكر أيضا أن هذا المبنى كان يُديره من قبل مسلمون ألبان، ثم انتقلت إدارته إلى أفراد من أصول صومالية.
ما هي المعلومات المتاحة عن الجاني؟
غادر شخص غير معروف مسرح الحادثة هربا على الأقدام، ما أدى إلى إطلاق الشرطة لملاحقة واسعة بحثا عنه.
إثر ذلك، قدّم بعض شهود العيان معلومات للشرطة حول الجاني، وقالوا إن مطلق النار رجل يناهز عمره الثلاثين عاما، وأشاروا إلى أنه كان يرتدي ملابس داكنة، وقبعة صوفية سوداء.
والآن اتضح من خلال النتائج الأولية للتحقيقات أن الجاني كان يُقيم في بلدة أوستر Uster بكانتون زيورخ. وتقول الشرطة إنه يبدو أنه كانت له اهتمامات قوية بمسائل التنجيم والأسرار. كما اتضح أنه ترك وظيفته في محل لبيع يوم الجمعة الماضي (16 ديسمبر).
وفي تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام بعد الندوة الصحفية للشرطة، قال سعد سبعان، المتحدث باسم المركز الإسلامي بزيوخ أن الرجل لم يكن معروفا في المركز، كما أن الرابط بين الرجل وضحاياه غير واضح. وقال سبعان إنه لا يعرف ما اذا كان للدافع (لارتكاب الجريمة) أي علاقة مع الإسلام أم لا.
في الأثناء، يُجري كل من مكتب المدعي العام لجرائم العنف في زيورخ، وشرطة كانتون زيورخالمزيد من التحقيقات. أما الشرطة فدعت كل من يمتلك معلومات حول الحادثة إلى الإتصال بها.