في الوقت الذي انتفض فيه الإعلام الإيطالي منذ يوم الأحد الماضي سواء عبر التليفزيون والمواقع والصحف الإيطالية لرصد واقعة الاعتداء على 3 مصريين قاصرين بوحشية فى مدينة كاطانيا، جنوب إيطاليا، ووصف المعتدين الإيطاليين الخمسة بالبلطجية ونشر صور الجناة وفيديو للحادث، فإن الإعلام والصحف المصرية تجاهلت الواقعة تماما وكأن شيئا لم يحدث وكأن من تم الإعتداء عليهم بالضرب المبرح والتهديد بالسلاح ويرقد أحدهم داخل المستشفي في حالة حرجة بعد إصابته في الرأس ليسوا مصريين، ولا ينتمون إلى مصرر، ولا يجب على الدفاع عن حقوقهم وحمايتهم ضد أي اعتداء حتي لو كان خارج مصر، أو أنهم مواطنون هامشيون لا حاجة لمصر بهم، اللهم إلا في الاستعانة بأعدادهم للمطالبة بقروض من البنك الدولي، وهنا نذكر على سبيل المثال قصة الطفل أحمد "بطل لامبيدوزا" الذي دفعه الإهمال وضياع حقه في المواطنة المصرية إلى إيطاليا في زورق عابرا البحر الأبيض المتوسط بأمواجه الجبارة من أجل العثور على طبيب لأخيه المريض.
فلم يتحرك الإعلام أو الصحف المصرية ليس فقط للتنديد بالواقعة ولكن حتي رصدها ونشرها على صفحاتهم فى الوقت الذي سيتغير الموقف بالتأكيد إذا كان الأمر يتعلق بقضية الشاب الإيطالي دجوليو ريدجيني، كنا سنجد عشرات الصحف والمواقع تتهافت على النشر وكأن من جرى الاعتداء عليهم من المصريين ليسوا بشر مثلهم مثل ريدجيني، ولا ينتمون إلى مصر.
الصحافة مهنة ورسالة لا تعرف الكيل بميكالين خصوصا عندما يتعلق الأمر بالوطن والدفاع عن حقوق المصريين الغلابة، القصر الذين خروجوا من هذا البلد عبر قارب للهجرة غير الشرعية ويرقدون داخل دور للرعاية في بلد غريب.
الأمر يدعو للدهشة ففي الوقت الذي ينتفض فيه الإعلام والصحافة والرأي العام الإيطالي لكشف حقيقة ريدجيني وتقف الدولة في ظهرهم ليصل الأمر إلى سحب السفير، يقف فيه الإعلام المصري صامتا متجاهلا مغمض العينين أمام الاعتداء بوحشية على مصريين فى إيطاليا وكأننا نتعامل مع المصري على أنه لا يستحق الاهتمام أو العيش أو الدفاع عن حقوقه، للأسف الكثيرون لا يدركون جيدا قيمة مهنة الصحافة فالكلمة رسالة حق والوطن أمانة والناس سواسية.
وما يثير الدهشة أيضا حتى تلك اللحظة أنه لم يخرج بيان من الخارجية أو السفارة المصرية في روما تنديدا بالاعتداء على المصريين هناك أو دفاعا عن حقوقهم أو كشفا لملابسات الواقعة وأسباب الاعتداء .
وقررت التحقيقات الإيطالية فى مدينة كاتانيا حبس الـ 3 متهمين الإيطاليين المتهمين بالاعتداء على 3 مصريين قُصّر فى المدينة، بتهمة الشروع فى القتل والتهديد بسلاح ناري والضرب المبرح والبحث عن 2 آخرين متهمين فى الحادث.
وكان 3 إيطاليين قاموا يوم الأحد بالاعتداء الوحشي على 3 مصريين قصر تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما في مدينة كاطانيا، فيما بقي آخران هاربين حتى الآن بينما يرقد أحد المصريين بالمستشفي فى حالة خطرة بعد إصابة قوية بالرأس وإجرائه لجراحة، حيث تم الاعتداء على المصريين بقضبان حديدية وسلاح ناري للتهديد ومضرب بيسبول.
وطبقا للصحف الإيطالية التي نشرت صور 3 من المتهمين بينهما شقيقان هما ديفيد وجيمس سيفيرو 32 و 23 عاما والثالث يدعي أنطونيو 18 عاما و2 آخران هاربان فإن الاعتداء الذي تم على القصر المصريين كان مدبرا وأعد لهم كمين من قبل 5 شباب إيطاليين كانوا ينتظرونهم بأحد الشوارع حيث نزل الثلاثة السابق ذكر أسمائهم من سيارة شحن كانوا يستقلونها بينما بقي 2 آخران بالسيارة، وقاموا بعمل حلقة على المصريين وحاصروهم ووهددوهم بسلاح ناري واعتدوا عليهم بوحشية بواسطة قضبان حديدية ومضارب للبيسبول، ما استدعى نقل المصريين إلى مستشفى غاريبالدي في كاطانيا، حيث أصيب أحدهم إصابة خطيرة بالرأس نتج عنها ورم دموي كبير في الدماغ وخضع لجراحة دقيقة في الدماغ ولاتزال حالته حرجة بالرعاية المركزة بالمستشفى .
وقع الاعتداء الوحشي على الأطفال المصريين بأحد الشوارع بالقرب من مركز الرعاية الذي يقيمون به بينما كانوا عائدين من سوق كونو بالمدينة، وقد تم تحديد المتهمين الثلاثة من خلال فيديو للحظة الاعتداء لم يتعد دقيقتين التقطه أحد الضحايا المصريين بواسطة هاتفه المحمول .
ويقيم الأطفال القصر المصريون بدار للرعاية بمنطقة سان ميكيلي دي غانزاريا، وأشارت التحقيقات الى أن الشباب الإيطاليين من مدينة صقلية جنوب إيطاليا وكانوا ينتظرون في سيارة للهروب بعد الاعتداء على المصريين .
وأكدت التحقيقات أن مشاجرة قد نشبت بين الجانبين في مدينة سان كونو البلدة القريبة من مركز رعاية القصر المصريين جنوب محافظة كاطانيا، وقد تم ضبط المتهمين الثلاثة فى أحد الأكمنة بينما بقي أخران هاربين.
وأشارت الصحف الإيطالية إلى أن الشرطة عثرت في منزل أحد المتهمين على السلاح الذي استخدم في الاعتداء به على الضحايا الثلاثة، وأكدت الصحف الإيطالية وجود مناخ صعب وعنصري في التعايش بين السكان المحليين فى مدينة كاطانيا وضيوف مركز الرعاية بالمدينة.