بدأت الحكومة الايطالية والمنظمة العالمية للهجرة حملة في افريقيا لتنبيه الراغبين في الهجرة الى مخاطر الرحلات. واذا كان عدد كبير من بين اكثر من 400 الف مهاجر وصلوا الى السواحل الايطالية منذ 2014 هربا من الحروب والاضطهادات، فان اعدادا متزايدة منهم تبحث "عن الديموقراطية والرفاهية، ومن خلال سعيهم الى تحقيق احلامهم، يجدون انفسهم وسط كابوس كبير"، كما قال وزير الداخلية انجلينو الفانو.
وذكر مثال نساء تعرضن للاغتصاب امام ازواجهن في ليبيا او اشخاص اصيبوا بالصدمة عندما رأوا قريبا يموت من العطش في الصحراء، او تحت ضربات المهربين او غرقا في البحر. وشدد على القول "هل كانوا يعرفون كل ذلك قبل ان ينطلقوا؟ الامر ليس مؤكدا... لا يعرف الجميع كل شيء". وحتى لا تتكرر صدماتهم ويزيدوا من الام الانفصال، نادرا ما يروي المهاجرون هذه المعاناة على مسامع من بقوا في البلاد. بحسب فرانس برس.
وقال عدد كبير من المهاجرين وخصوصا من افريقيا الغربية، انهم فوجئوا بأعمال العنف والظروف الصعبة التي واجهوها وخصوصا في ليبيا. لذلك تستهدف حملة "مهاجرون واعون" التي امنت الوزارة الايطالية ميزانيتها البالغة 1،5 مليون يورو، ايصال الرسالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتلفزيون والاذاعة في خمسة عشر بلدا في غرب وشمال افريقيا. وتستند خصوصا الى شهادات المهاجرين التي جمعتها المنظمة العالمية للهجرة في ايطاليا وعلى امتداد النيجر ايضا عبر اشرطة فيديو قصيرة. وقالت ديجونا التي ادارت ظهرها للكاميرا "عانيت الامرين في ليبيا، تعذيب لا يحتمل وتهديدات لا تنتهي".
وشملت الحملة رواية مهاجرين لتفاصيل الرعب الذي تعرضوا له أثناء رحلتهم. وفي أحد تسجيلات الفيديو المنشورة على يوتيوب وفيسبوك وموقع آخر لتوعية المهاجرين يقول سيزر إنه كان على وشك الموت بعد أن انجرف الزورق الذي كان مسافرا عليه لمدة ثلاثة أيام في البحر وفي تسجيل آخر روت جيسيكا كيف نجت بالكاد من محاولة اغتصاب. وقال تشامبا في تسجيل آخر من بين 80 تسجيلا تم عرضها "إنه الطريق الذي يقود إلى الجحيم." فعندما رفض أن يصعد إلى زورق مع زوجته وطفلهما قال المهرب الليبي إنه سيقتله ويلقي بجثته في الصحراء إن لم يفعل. وقال تشامبا الذي شعر بالعجز لعدم قدرته على حماية أسرته "أمسكت بطفلي وبكيت." وقال فيدريكو سودا مدير المنظمة الدولية للهجرة في منطقة البحر المتوسط للصحفيين "النساء والأطفال يعانون أكثر من غيرهم." وأضاف "النساء يتعرضن لانتهاكات وللاغتصاب... الأطفال يتعرضون للضرب وعادة ما يصلون مصابين بالصدمة. نريدهم أن يكونوا واعين بالمخاطر."
ومولت وزارة الداخلية الإيطالية بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة وطورت حملة توعية لإقناع المهاجرين المحتملين بالبقاء في ديارهم مع ارتفاع أعداد كل من الواصلين والذين يموتون في الطريق. وتبلغ مدة كل تسجيل نحو دقيقة وينتهي بعبارة تحذير من مهاجر. وقالت المنظمة إن عدد وفيات المهاجرين في البحر المتوسط هذا العام وصل إلى ثلاثة آلاف قتيل واستقبلت إيطاليا نحو 90 ألف وافد جديد حتى الآن في عام 2016. ونحو 140 ألف من طالبي اللجوء يقيمون في مراكز في مختلف أرجاء البلاد.