قال ألفريدو مايوليز، رئيس الرابطة الأوروبية للمسلمين بإيطاليا، إنه بعد الهجمات الأخيرة فى أورلاندو وباريس، قامت الرابطة بالتواصل مع الحكومة والشرطة الإيطالية من أجل حماية المسلمين وضمان سلامتهم.
وأشار "مايوليز" إلى "الضرر البالغ الذى تلحقه الجماعات المتطرفة بالمسلمين أنفسهم الذين يمارسون شعائرهم ولا يضرون أحدًا"، مضيفًا أن هذه الاعتداءات بسبب جهل الجماعات المتطرفة بالإسلام وشريعته وتعاليم الرسول الكريم.
وعن تأثر حياة المسلمين فى إيطاليا بالهجمات، قال "مايوليز"، إنه بالطبع تحدث أحيانًا بعض الاعتداءات، وإن كانت "لفظية" وليست جسدية، إلى جانب وجود بعض الجماعات المعادية للمسلمين مثل حزب "ليجا نورد"، واستطرد: المسلمون فى بعض الأحيان يواجهون بعض التضييق من خلال غلق مساجد أو تعطيل إجراءات بناء أخرى جديدة".
وأرجع "مايوليز" تخوف بعض المواطنين بإيطاليا من المسلمين إلى عدم الوعى أو قلة المستوى التعليمى لبعض الأفراد مثل كبار السن الذين يتلقون الأخبار "ويتعرضون باستمرار لمحتوى التلفاز الذى يروج للإسلاموفوبيا".
وأضاف أن التوتر الذى يصيب المجتمعات المسلمة عقب كل هجمة إرهابية ليس فقط فى إيطاليا، ولكن فى دول أوروبية كثيرة منها فرنسا، مشيرًا إلى أن الجيل الثانى من المسلمين لا يتم تقديمه بشكل جيد فى المجتمع الفرنسى، إلى جانب قلة فرص العمل المتاحة لهم.
لذلك كان دور الرابطة الأوروبية للمسلمين فى "التعريف بالإسلام الحقيقى ومجابهة الإسلاموفوبيا"- حسبما أشار "مايوليز".
ووصف "مايوليز" منفذ هجوم أورلاندو بأنه "مجنون ومريض ولا يمثل الإسلام"، مضيفًا أن المتطرفين هم "أبعد ما يكونون عن معنى الإسلام الحقيقى الذى يقول لا إكراه فى الدين ويقوم على مبدأ احترام دين الآخر".
وأوضح رئيس رابطة مسلمى إيطاليا أن الديانات السماوية حرمت الشذوذ الجنسى، وكذلك حرمت أيضًا قتل النفس، واستطرد "نحن ندين هذا العنف بشدة، فما هى نتيجة القتل؟" مشيرًا إلى تخوفه من أن تتسبب هذه الهجمات فى "كارثة" حروب أهلية تدفع غير المسلمين للانتقام من المسلمين فى أوروبا.
وأشار "مايوليز" إلى أنه فى يوم 14 أكتوبر القادم من المقرر أن تقوم "مسيرة كبيرة تضم المسلمين وغير المسلمين ويشارك بها أفراد الشرطة الإيطالية بالزى الرسمى لأول مرة فى مدينة جنوة الإيطالية".
تحت اسم "مسيرة السلام"، سوف تتضمن المسيرة ثلاث صلوات: الأولى يهودية وتليها مسيحية وتنتهى بصلاة الجمعة فى محاولة للتأكيد على الوحدة بين الأديان فى نبذ العنف، كما لفت "مايوليز" إلى أن المسيرة تهدف إلى "تعزيز الحوار بين الأديان ونبذ القتل باسم الدين، كما تدعم المهاجرين الذى يهربون من الحروب ومع ذلك تلاحقهم الاتهامات بالإرهاب".
وتأمل الرابطة فى أن يشارك مسلمو دول العالم فى المسيرة ليعبروا عن أنفسهم، وأكد "مايوليز" على مشاركة أفراد الشرطة الإيطالية بالمسيرة بالزى الرسمى لأول مرة.
وفى السياق ذاته، أشار إلى أن الرابطة تدرس دعوة مسؤولين مصريين من الحكومة لحضور المؤتمر الذى سينعقد بعد المسيرة فى ذلك اليوم، والذى سيحضره ممثلون عن الحكومة الإيطالية وحكومات عربية أيضًا- ما يتيح "فرصة جيدة" حسبما وصف "لإنهاء أى توتر بين الجانبين المصرى والإيطالى"، خاصًة بعد حادثة مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى بالقاهرة.
وعن طقوس احتفال المجتمع المسلم بشهر رمضان فى إيطاليا، قال "مايوليز" إن "الأجواء ممتعة وهادئة" مع اجتماع المسلمين فى المساجد لقراءة القرآن والصلاة، كما سمحت لهم الشرطة بالصلاة فى الشارع أمام المسجد الوحيد فى جنوة لصغر حجمه.
ويتولى "مايوليز" منصب السفير الشرفى بالبرلمان الدولى للأمن والسلام، وهو يعتبر إحدى المنظمات الدولية، وقد اعتنق الإسلام فى عام 1993.