ميلانو ـ سأظل معكم من خلال هذا المقال على بضعة تفاصيل مهمة تخص القائمة التي أعلنها المدير الفني للمنتخب الإيطالي للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية التي تقام هذا الشهر في الأراضي الفرنسية، 23 لاعبًا وقع الاختيار عليهم من قبل أنتونيو كونتي مع وجود ثلاثة لاعبين احتياطيين يمكن إدخالهم في حالة إصابة أيًا من اللاعبين الـ23 الأساسيين..
قائمة لاعبي الآدزوري لبطولة اليورو
في البداية عانى أنتونيو كونتي من قصة الإصابات أكثر ربما من أي مدرب غيره في بطولة الأمم الأوروبية لأنه اضطر للذهاب لفرنسا دون أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية في خط الوسط حاليًا، ماركو فيراتّي وكلاوديو ماركيزيو وريكاردو مونتوليفو بسبب إصابات مختلفة، اختار كونتي 3 حراس مرمى، 7 مدافعين "إذا احتسبنا فلورينزي ظهير"، 8 لاعبين في خط الوسط وخمسة في الهجوم.
من الواضح في اختيارات مدرب البيانكونيري السابق وتشيلسي القادم أنه يعتمد على الهوية والتلاحم أكثر من أي شيء آخر، 6 لاعبين من يوفنتوس، 8 لاعبين سبق له العمل معهم في السيدة العجوز بالنظر لوجود جياكيريني وكاندريفا وأوجبونا اللذين عملوا معه سابقًا هناك، ومن الواضح أيضًا أنه تجاهل أسماء مهمة في خط الوسط كان يُمكن الاستعانة بها مثل جورجينيو لاعب وسط نابولي وجياكومو بونافينتورا اللذين يعتقد الكثيرين أنهما كانا من أفضل اللاعبين في البطولة المحلية.
بنظرة عامة على الأسماء المستدعاة نجد أن الخبرة كلها تتجمع في لاعبي خط الوسط الدفاعي والخط الخلفي، فيما يبدو أن الهجوم يضم أسماء جديدة تمامًا، أسماء قد تسعى لأن تكون وليدًا جديدًا سعيدًا للكرة الإيطالية رغم أنها لا تحظى حتى الآن بالثقة الكافية مثل لورينزو إنسيني وفيديريكو بيرنارديسكي.
الأسماء المتألقة والتي أغفل كونتي استدعاءها للقائمة
زاد أنتونيو كونتي بنسبة ما من عدد المهاجمين على حساب الاختيارات المتنوعة في خط الوسط، فقد أغفل لاعبين يمكنهم أن يمدوه بأفكار وأنساق مختلفة من اللعب خاصة بونافينتورا، دانييلي بازيلّي، جورجينيو وماركو بيناسي، فقد كان أحرى به أن يتخلى عن مهاجم قد لا يتم الاستعانة به ليضم بونافينتورا على الأقل، وإدخال جورجينيو في مكان جياكيريني أو بيناسي صاحب الأدوار الهجومية بدلًا من وضع لاعبين متشابهين كثيرًا مثل دي روسي، موتا وستورارو في القائمة، مع ذلك فمن الجيد أن نذكر بأن بيناسي وزاباكوستا متواجدين في القائمة الاحتياطية.
ربما تكون اختيارات كونتي الدفاعية هى الأفضل ولا غبار عليها، وبغض النظر عن الاعتراضات المنطقية على بعض الخيارات فإن البعض كان ينتظر من كونتي استدعاء بعض الأسماء اللامعة الغائبة تمامًا عن مستواها، لمجرد أن تضم القائمة نجومًا، ونذكر منهم ماريو بالوتيلّي البعيد عن الفورمة، أندريا بيرلو الذي تقدم كثيرًا في العمر، وكذلك انتونيو كاسانو الذي لا يلعب دائمًا في سامبدوريا، فبعض الاعتراضات تفقد الكثير من الوجاهة، وبعض الاعتراضات فيها وجاهة كالتي ذكرناها بالأعلى إضافة لنجم ساسوولو وأحد أبرز المواهب الشابة دومينيكو بيراردي.
خطة اللعب الأفضل:
من المتوقع أن يعتمد كونتي على طريقته المُفضلة والمعروفة للجميع من خلال اللعب بثلاثة مدافعين وهم عناصر يوفنتوس "بونوتشي، كيليني وبارزالي"، مع وضع ظهير أيمن سريع وهنا تتسع دائرة الاختيارات لتشمل ماتيو دارميان وأليساندرو فلورينزي، أما الجهة اليسرى فسوف يكون هناك الكثير من الحيرة فيما يخص اللاعب الأساسي بها.
سيلعب كونتي بخمسة لاعبين وسط مع إمكانية تفرعها لأشكال مختلفة، فتنقلب من 3-5-2 دفاعيًا لـ3-4-2-1 بوضع جناحين متقدمين أو 4-3-1-2 بدفع لاعب مثل كاندريفا أو جياكيريني للأمام خلف المهاجمين، أو ربما يكون الحل الأكثر ملائمة للعمل الهجومي في لورينزو إنسيني من خلال الدفع به كمهاجم ثانٍ أو خلف المهاجمين لخلق ضغط أكبر وسرعة في الثلث الأخير من الميدان، أو من الجهة اليسرى التي توجد بها عدة أسلحة مهمة وسريعة ربما يتم استخدامها في الأشواط الثانية من قبل ميستر أنتونيو.
لكن بشكلٍ عام فإن الفكرة الأساسية في طريقة لعبه ستكون توفير مساحات أكبر على الأطراف وحماية خط الدفاع بأكثر من لاعب يملك نزعة دفاعية ولذا ربما يكون استقدامه لستورارو بجانب دي روسي وموتا أمرًا يوضح التقليد القديم في كرة القدم الإيطالية الذي يريد كونتي الارتكان عليه، النسق المحافظ مع ضرب دفاع الخصم عبر كرات سريعة عبر الطرفين الأيمن والأيسر مع إشراك رأس حربة صريح وبجانبه مهاجم متحرك مثل إيدير لخلق حالة من التقارب والتلاحم دون النظر كثيرًا للتنويعات التكتيكية الجمالية.
أفضل تشكيلة: بوفون ـ كيليني ـ بونوتشي ـ بارزالي - شعراوي - موتا - دي روسي - بارولو - فلورينزي - إيدير - "إيموبيلي" - بيلي.
حظوظ المنتخب الأزرق
يمكن وصف حالة المنتخب الإيطالي الحالية بالغامضة والمثيرة للشكوك حول قدرته فعلًا في الذهاب بعيدًا في البطولة، خاصة مع غياب لاعبين مهمين ولكن التعويل الأساسي كما أشرنا على خبرة أنتونيو كونتي وسابق تعامله مع العديد من اللاعبين في هذه المجموعة من قبل عندما كان مدربًا ليوفنتوس.
المجموعة التي وقعت في إيطاليا صعبة وربما إذا ما رأينا منتخبًا كبلجيكا مدججًا بالنجوم لقلنا أن حظوظ إيطاليا أقل منه في تصدر المجموعة أو في العبور خاصة في وجود السويد، لكن عمليًا قد تكون الأمور مختلفة.
وعلينا أن نتذكر شيئًا جيدًا قد يروق لمتتبعي الآدزوري، عندما كان الجميع يظن قبل كل بطولة بأن إيطاليا سوف تبلي حسنًا قامت بتحقيق أسوأ نتائج ممكنة، وعندما كان التشاؤم هو السمة الرئيسية عند المتابعين قبل البطولات الكبرى كانت إيطاليا تصل لأدوار متقدمة.
في الأخير سيكون من المهم للفريق الأزرق أن يحقق نتيجة إيجابية في افتتاحية مبارياته بالبطولة أمام منتخب بلجيكا يوم 13 يونيو القادم قبل الاصطدام برفاق الساحر السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في الجولة الثانية ومن ثم ستكون الجولة الثالثة أمام منتخب جمهورية أيرلندا في 22 يونيو وحينها ستكون إيطاليا مطالبة بأن تدخل بأريحية أكبر وفي جعبتها 4 نقاط على الأقل من أول مواجهتين.