توفي محمد عبد العزيز زعيم الجبهة الانفصالية "بوليساريو" التي تناضل منذ 40 عاما من أجل استقلال الصحراء الغربية إثر "مرض عضال" وهو في أواخر عقده السادس الثلاثاء.
ولم تنشر جبهة "بوليساريو"المنشقة عن النظام المغربي على الفور تفاصيل حول ظروف وفاة زعيمها، في حين اجتمع قادتها مساء الثلاثاء في "لقاء مغلق" وفق أحد قادة الجبهة.
من المقرر دفن عبد العزيز في ما تسميه البوليساريو "الأراضي المحررة" الواقعة خلف خطوطا دفاعية انشأها المغرب، وفق المسؤول في الجبهة، مشيرا الى أن تاريخ الدفن سيحدد "بناء على التحضيرات التي لا تزال جارية". وأعلنت البوليساريو الحداد 40 يوما تكريما لقائدها.
في فبراير الماضي، بدا محمد عبد العزيز متعبا وهو يستقبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مخيم تندوف في الجزائر.
وقال المسؤول في الجبهة محمد قداد "أنها خسارة كبيرة للشعب الصحراوي. لقد كرّس كل حياته من أجل تحرير الصحراء الغربية".
قاد محمد عبد العزيز الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) منذ 1976 بعد ثلاث سنوات من تأسيسها للدفاع عن استقلال المستعمرة الاسبانية السابقة بدعم من الجزائر.
ضم المغرب الصحراء الغربية في 1975 واعتبرها جزأ لا يتجزأ من أراضيه.
في الجزائر، أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحداد ثمانية أيام وبدأ اجتماع الحكومة بدقيقة صمت تكريما لعبد العزيز، وفق التلفزيون الرسمي.
وكانت الامم المتحدة قد وضعت في 1992 خطة لتنظيم استفتاء حول تقرير مصير الصحراء الغربية لكن المغرب يعطل الخطة مقترحا منح المنطقة حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته.
وتشرف بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية على وقف لاطلاق النار اعلنته البوليساريو في 1991.
ولد محمد عبد العزيز عام 1946 وينتمي الى قبيلة الرقيبي، إحدى القبائل الصحراوية الثلاث الكبرى. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في جنوب المغرب، حيث استقر والداه في منتصف عام 1950. وكان والده ضابطا في الجيش الملكي المغربي.
في أواخر الستينات، كان عبد العزيز يتنقل بين الرباط والدار البيضاء، حيث التقى طلائع الناشطين القوميين الصحراويين الذين كانوا يرتادون الجامعات المغربية. في هذه الأوساط الناشطة جدا، خطا عبد العزيز خطواته السياسية الأولى قبل أن ينتقل الى النضال السري ومن ثم العلني.
شارك جنبا الى جنب مع مصطفى سيد الوالي في تأسيس جبهة البوليساريو في مايو 1973، وأصبح أحد قادتها العسكريين الرئيسيين. وقد أعدّ مع إبراهيم غالي للغارات الأولى ضد المواقع الاسبانية.
شارك بنفسه في تلك العمليات وواصل القيام بذلك على مدى بضع سنوات قبل أن يصبح الزعيم الصحراوي "الرقم واحد" في عام 1976.
بعدما بات على رأس جبهة البوليساريو تخلى عبد العزيز تدريجيا عن إخفاء هويته العسكرية واكتسب مكانة رجل الدولة شيئا فشيئا. لكنه واصل العمل العسكري بشكل منهجي لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية.
ووعد محمد قداد بأن "الشعب الصحراوي سيواصل المعركة"، مضيفا "صفات محمد عبد العزيز ستكون الشعلة التي ستضيء الطريق من أجل تحرير الصحراء الغربية".
من بين القادة التاريخيين لجبهة البوليساريو الذين لا يزالون على قيد الحياة، محمد الأمين ولد أحمد، رئيس الوزراء السابق في الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية، وإبراهيم غالي، السفير السابق في الجزائر، ومحمد الأمين البوهالي، وزير الدفاع السابق.