نهاية سلمان: الغربة - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 17 مايو 2016

نهاية سلمان: الغربة

نهاية سلمان
تنطلق الأحلام وتتبعثر في الظلام... ظلام ليل يمحو معالم النهار، يمحو كل أمل في الحياة، فأي حياة تبنى على أساس الاغتصاب...!؟ 
اغتصبوا الإنسانية، وكل الروحانية، والوجدانية بذريعة الاستمرارية. زروعوا الفقر في كل مكان حتى أصبح المرء غريبا في وطنه، مستضعفا في حجمه. سلبوا منه الإنسانية والحرية المجسدة بالأحلام الوردية.
هاجر الشاب بدافع الكفاح وتحقيق الأستقلالية، وهاجرت الشابة بدافع الإنسانية والبحث عن غد أفضل، وأي هجرة تلك؟ هجرة ترك الأهل والأصدقاء، والأبناء وفي بعض الأحيان فقدان الأعذاء في سبيل الحصول على فرص تجدها المجتمعات الغربية. هكذا يفكر المرء حين يُسلب من مستقبله أو تجبرة الحياة وتُسرق منه أحلامه، وعندما يصل إلى ديار الغربة يشعر بأنه يقف فوق أرض الحرية حتى يزول هذا الشعور المزيّف، وسرعان ما يبدأ الدم يتحرك في عروقه غربة متجمدة ليشعل من جديد حب الوطن.

يُجسد الوطن معاني لهذا الانسان العزة والكرامة... ليكون رمزاً وسفيراً لوطنه، ومبعوثاً يحمل لواء الثقافة والهوية والقيم، ورسولاً لمعتقداتة في المجتمع الجديد المجهول الملامح والهوية.

إن الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفرض على المرء أن يقامر بنفسه من أجل الآمال والأموال ليُحقق مستقبلا واعداً أبنائه الذين يحلم بهم، لكن سرعان مايصطدم بالحقيقة المؤلمة، حقيقتة شعور المهاجر بإحساس المواطن وبإحساس الانتماء لهذا المجتمع.

وإن الهجرة والغربة تمثل حالة "الجسد بلا روح"، وكذلك إن الإنسان يمكن أن يصل ويحقق ما يصبو إليه من مال وعلم، وحتى في بعض الأحيان حتى غاياته الجنسية؟
ولكن لم ولن يصل الى درجة الانتماء لهذه المجتمعات لأنه وُلد وتربّى بمنهج مختلف، حتى لو جرّب أن يعيش بأسلوبهم سوف يظهر بأنه متصنع، وأيضاً يفقد جوهره وهدفه بأن يكون مواطنا في بلده مكتفيا ومسؤولا عن أحلام أبناءه. فهل يمكن لمواطن أن يصل إلى هذه الدرجة من المسؤولية ؟
وهل يشعر بإنسانيته قبل أن يصل إلى ديار الغربة؟ 


نهاية سلمان، كاتبة وباحثة العلوم السياسي  في المجال الاجتماعي والفكري والسياسي.
انقسمت رحلتها العلمية بين لبنان و إيطاليا حيث بدأت أول سنوات دراستها بقريتها "شمسطار" التي أنجبت الكثير من السياسين والمفكرين والكتاب. انتقلت إلى مدينة الحرف بيروت و تعلمت فن إتقان الكلمات والتحقت بالجامعة اللبنانية بشعبة العلوم السياسية.