روما ـ اهتمت صحيفة "الغارديان" البريطانية بتسليط الضوء على الأوضاع بين القاهرة وروما بعد مقتل الطالب الإيطالي دجوليو ريدجيني، وقالت إنه برغم توتر العلاقات فى الفترة الماضية، إلا أن الرغبة في الحصول على تعاون مصر بشأن ليبيا يعني أن هناك حاجة للدبلوماسية. وأضافت الصحيفة في تقريرها المعنون "الواقعية السياسية تعيق الوصول لقاتل الباحث الإيطالي في مصر" أن محاولات إيطاليا للضغط على مصر للوصول لقاتل ريدجيني يُعيقها قلق متعلق بالأمن القومي، وهو الحصول على تعاون القاهرة بشأن ليبيا، مشيرة إلى أن إيطاليا وحلفائها الذين يؤيدون حكومة فايز السراج في ليبيا، يحتاجون إلى التحالف مع مصر لضمان نجاح الحكومة الليبية الجديدة.
وأوضحت الغارديان أن مقتل ريدجيني تسبّب في توتر دبلوماسي بين البلدين، استدعت على أثره إيطاليا سفيرها فى القاهرة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي إيطالي بارز فى الحكومة الإيطالية، رفض ذكر اسمه، قوله إن بلاده قلقة بشأن دعم القاهرة المزعوم للواء خليفة حفتر القائد العسكري المناهض للإسلاميين في حكومة طبرق شرق ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر يقود القوات التي تقاتل ضد "فجر ليبيا"، وهو تحالف من المليشيات الليبية المسلحة التي يدعمها الغرب، وبعضها يدعم الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، بينما يدعم أخرون حكومة الإنقاذ الوطني التي يقودها الإسلاميون، وأيضا مقرها طرابلس.
وأوضحت "الغارديان" أن وزارة الخارجية الإيطالية رفضت التعليق على دعم مصر لطبرق، ولكن الجدل الشديد سيعكس الخطوات المقبلة التي تتخذها روما بشأن قضية ريدجيني. ونقلت الصحيفة عن فرج سليم، الملحق العسكرى الليبي في القاهرة، الموالى لحكومة طبرق، قال إنه "يوجد تعاون على المستوى الاستخباراتي ولكن لا توجد صادرات سلاح من القاهرة إلى ليبيا"، وإنما دعم "لوجيستي فقط"، مضيفا أن مصر ستدعم حكومة السرّاج في نهاية المطاف بمجرد تصويت البرلمان على هذه المسألة، والخطوة التي تلي ذلك، ستكون "الدعوة لرفع الحظر المفروض على الأسلحة"، على حد قوله.
ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الإيطالي باولو دجينتوليني، قال أيضا هذا الشهر إن حفتر "يستطيع ويجب" أن يلعب دورا في الحكومة الانتقالية في ليبيا، ولكن هذا الدور تحدده حكومة السراج. وأرجحت الصحيفة البريطانية أن هذه المسألة سيتم مناقشتها فى القمة التى تنعقد فى فيينا اليوم اليوم الاثنين بحضور مسئولين أمريكيين وأوربيين بارزين لبحث كيفية مساعدة ليبيا في حربها ضد داعش.
واعتبرت الصحيفة أن إيطاليا لديها ثلاث مصالح قومية رئيسية في خطر؛ فهي ترى أن استقرار ليبيا أساسي لوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى جنوب إيطاليا، ولمواجهة التهديد الذي يفرضه داعش على جيرانها، ولحماية أصول النفط والغاز الطبيعي التي تعمل عليها شركات الطاقة الإيطالية.