ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن روما ستتسلم في مايو المقبل عميلة "سي آي إيه" السابقة سابرينا دي سوسا بعد أن أدانتها محكمة إيطالية بتهمة اختطاف و تسليم غير مشروع لرجل الدين المصري حسن مصطفى أسامة نصر الشهير بـ "أبو عمر".
واختطفت سي آي إيه أبو عمر من شوارع ميلانو، بمساعدة ضباط إيطاليين، وأرسل إلى مصر حيث تعرض للتعذيب تحت دعوى الاشتباه في علاقته بالإرهاب عام 2003 ضمن ممارسات التعذيب بالوكالة التي لجأت إليها السلطات الأمريكية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.
وألقي القبض على دي سوسا في البرتغال في أكتوبر الماضي، وخسرت ثلاثة استئنافات ضد تسليمها إلى السلطات الإيطالية بعد إدانتها غيابيا.
ومن المقرر أن تنفذ عملية تسليم دي سوسا في الرابع من مايو.
القضية خضعت لتحقيق مستقل في إيطاليا، قبل صدور حكم إدانة غيابي على دي سوسا و21 آخرين من التابعين لـ سي آي إيه، وضباط آخرين بارزين.
وتحمل دي سوسا الجنسيتين الأمريكية والبرتغالية.
التحقيقات في القضية هي الأكثر شمولا فيما يتعلق بالممارسات غير المشروعة لـ سي آي إيه ، وبرنامج "التسليم الاستثنائي" لمشتبه بهم، والذي فضح حلفاء الولايات المتحدة في تنفيذ تلك الاستراتيجية.
لكن المحكمة العليا الإيطالية أسقطت الإدانات المتعلقة بأعضاء داخل مؤسسة الاستخبارات العسكرية الإيطالية " Sismi “ تحت دعوى "سرية الدولة".
ونقلت الغارديان عن دي سوسا قولها إنها سوف تلتقي مع السلطات الإيطالية "بشكل تطوعي"، وأعربت عن أملها في أن تحظى بعفو الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.
وتابعت: “سألتقي السلطات الإيطالية تطوعا لتقديم المزيد من المعلومات الحساسة، إذ لم يسمح لنا سابقا الدفاع عن أنفسنا، والآن سأفعل ذلك إذا استلزم الأمر".
وأدانت "المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان" إيطاليا في فبراير الماضي لدورها في عملية اختطاف أبو عمر، وألزمت روما بدفع 70 ألف يورو تعويضا لأبو عمر، و15 ألف يورو تعويضا لزوجته.
وبينما كانت دي سوسا تعمل في إيطاليا، منحتها تبعيتها للقنصلية الأمريكية في ميلانو حصانة دبلوماسية، لكنها في واقع الأمر كانت عميلة لـ سي آي إيه.
وزعمت دي سوسا أنها لعبت دورا ثانويا في المناقشات المبكرة بشأن تسليم أبو عمر، وأنها لم ترتبط تحديدا بعملية اختطافه.
أبو عمر المصري يكشف آثار التعذيب الذي تعرض له أثناء التحقيق معه |
وأشارت الغارديان إلى الدور الذي لعبته الحكومة الأمريكية في إقناع الرئيس الإيطالي بالعفو عن ضابطين آخريين العام الماضي، وهما روبرت سيلدون وبيتني ميدرو.
وانتقدت دي سوسا واشنطن لعدم مناصرتها في قضيتها، و اعتبرت أن ضباطا كبار الرتبة بـ سي آي إيه جعلوا من موظفين أقل مكانة بالوكالة الاستخبارية كبش فداء.
الصحيفة البريطانية استدركت بقولها: "أي عفو عن دي سوسا، حتى تحت الضغط الأمريكي، سيقابل بانتقادات داخل إيطاليا، في ظل الضغط الهائل المتولد من قضية تعذيب وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، والذي يحتمل أن يكون على أيدي السلطات المصرية". بحسب الصحيفة البريطانية.
بيد أن دي سوسا استبعدت حدوث تداخل بين القضيتين، لكن الواقع أن أي إفراج للرئيس ماتاريلا عن أمريكية أدينت في محكمة إيطالية في قضية ترتبط بالتعذيب قد يفتح أبواب الاتهامات على الرئيس الإيطالي، لا سيما في ظل دعوته لتحقيق العدالة في مقتل ريجيني، بحسب الغارديان.
وكالة رويترز في تقرير سابق ذكرت أن قضية أبو عمر تسببت في توتر العلاقات بين واشنطن وروما لا سيما وأنها تتناول الانتهاكات التي صاحبت الاستجوابات في فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، وطرق التعذيب بالوكالة.