يتهافت الكثيرون على الهجرة الي كندا أو إلى أي دولة غربية بشكل عام. ولا أستطيع لومهم في رغبتهم في الحياة في مجتمع أكثر تسامحا والتمتع بخدمات ذات جودة أعلى وممارسة انسانيتهم وحريتهم بلا قيود. ولكن على الجانب الأخر أشعر أنه ينبغي علي لفت نظر الكثيرين الي أن الصورة في كندا، وغيرها من بلاد المهجر، ليست وردية، خاصة لمهاجر جديد يشق طريقه وحيدا. الهجرة تجربة نجاحها متوقف عليك وعلى استعدادك النفسي وعلى معرفتك بالواقع قبل مغادرة الوطن. فيما يلي وصايا مهمة لمن يفكر في الهجرة الي كندا:
أولا: لا تفكر في الهجرة، لمجرد أنك تعبت في وطنك ماديا فالهجرة لا تحل مشاكلك المادية كما تتصور، بل بالعكس قد تحملك فوق طاقتك وخاصة خلال الفترة الأولي من الاستقرار.
ثانيا: إذا كنت ناجحا في عملك في بلدك فحاول أن تتمسك بهذا النجاح وأن تنميه في كندا. على سبيل المثال أدرس إذا كان لشركتك فروع أو شركات شبيهة في كندا واطلب نقلك إلى الفرع الكندي أو راسل الشركات الشبيهة قبل وصولك.
ثالثا: اختيار المقاطعة التي سوف تهبط بها في كندا قرار مصيري. لا تصدق أن ظروف المعيشة في كل المقاطعات واحدة فنظام كندا فيدرالي ولكل مقاطعة استقلالية تتيح لها سن قوانينها الخاصة وتحصيل نسبة مختلفة من الضرائب المحلية. هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار المقاطعة.
رابعا: إذا كان لديك قريب أو صديق مقرب على استعداد لمساعدتك في كندا فاهمل كل عوامل اختيار المقاطعات السابقة واذهب حيث يكون قريبك! النظام في كندا مبني على جماعات المصالح والجاليات القوية، ابحث على من يدعمك وانتمي إلى مجموعة ترشدك عند وصولك وتتبادل معها الخبرات لاحقا.
خامسا: أدرس مشاعرك قبل السفر، هل أنت قادر عن الابتعاد عن أسرتك طويلا ؟ إلا تعطلك مشاعر الحنين إلي الأهل؟ لا تستهن بالمشاعر فهي مايحركنا. يستطيع المهاجر اصطحاب الزوجة والأبناء تحت 18 عاما معه إلى كندا ولكن الأسرة الكبيرة مثل الاخوة والوالدين لا يحق لهم القدوم معه إلا بكفالة خاصة وبعد إثبات قدرته علي التكفل بنفقاتهم. على الجانب الأخر ترتفع اسعار الطيران بين كندا والمغرب بشكل قد يضطرك إلى عدم زيارة عائلتك لمدة سنوات.
سادسا: حاول أن تعرف أكبر قدر من المعلومات عن المجتمع الجديد الذي لن تزوره كسائح ولكن كانسان سيعيش تحت سمائه. زر المواقع الاليكترونية والمنتديات ومجموعات الفيس بوك وتحدث مع من سبقوك الي الهجرة ثم صدقهم إذا تحدثو عن الصعوبات التي يلاقونها في كندا! هم لا يريدون "تطفيشك" بل يشفقون عليك من صدمة الواقع. ربما يكون لديك رغبة داخلية في الحفاظ عن الصورة الوردية للمهجر في مخيلتك ولكن صدق الأفضل هو معرفة الحقائق مبكرا والتفكير في كيفية التعامل معها بدلا من إهمالها ومواجهتها فجأة بعد الوصول.
سابعا: هل لديك استعداد للعمل في المهن البسيطة ؟ هل تتعالي على البدء من الصفر بعد أن وصلت لمنتصف العمر ولمستوى وظيفي مرتفع في وطنك؟
