منذ يوم العمليات الانتحارية الاجرامية ليوم الثلاثاء 22 مارس” اضحت ساحة “لابورس/ البورصة” الواقعة في قلب العاصمة الاوروبية و البلجيكية بروكسيل قبلة لكل المتضامنين مع ضحايا الإرهاب حيت يضع زوار الساحة من المتضامنين المسالمين اكاليل من الزهور و الشموع و بطائق و لوحات مكتوب علها عبارات التضامن و اعلام باقي الاوطان و الشعوب.
اليوم الاحد 27 مارس كان من المقرر ان ينزل الشعب بكل مكوناته في مسيرة سلمية بيضاء و “ضد الخوف” و ترحما على الضحايا لكنها اجلت بعد نصائح وزير الداخلية و عمدة بروكسيل المدينة خوف من اعتداء انتحاري وسط المتظاهرين.
اليوم لبى كل السلميين و المسالين نداء المنظمين فلم يذهب الى “لابورس” على الساعة الثانية بعد الزوار إلا عشرات من المتضامنين. لكن الغاء السلميين لمسيرتهم لأسباب امنية، استغلها اليمين المتطرف و نزل ما يقارب 500 من المتطرفين بلباس اسود ( شبه موحد) مقنعين و مصطفين كالعساكر (ذكروني بانزالات الاسلاميين ايام الجامعة في المغرب بداية التسعينات) و يشيرون بأيديهم على طريقة هيتلر.
و بمجرد وصولهم الى عين المكان بدؤوا يرفسون بأرجلهم كل اللوحات الجميلة التي رسمها المواطنين السلميين و الفنانين الذين زاروا المكان منذ يوم الثلاثاء الى اليوم، بل عنفوا كل من اعترض سبيلهم بما فيهم البلجيكيين اصلا و لونا. و امام تماديهم في فعلتهم الاجرامية تدخلت الشرطة بأمر من عمدة بروكسيل المدينة، الاشتراكي “ايبان مايور” لوقف الاعتداءات و ابعاد الفاشيين عن ساحة “لابورس”.
وعند وصولهم الى شارع “بولبار ايميل جاك مان” اي ما يقارب 400 م من مكان الحادث بدؤوا يرشقون الشرطة بالقارورات و الشهب الاصطناعية و كسروا زجاج بعض المحلات التجارية.و هذا ما اكده الناطق الرسمي باسم الشرطة لمنطقة بروكسيل /ايكسيل، بعد ان تدخلت الشرطة لتشتيتهم و اعتقال البعض منهم.
عمدة بروكسيل خرج عن صمته و اعترف لوسائل الاعلام بأنه وصل الى علمهم امس بان شيء ما يحضر لنسف المظاهرة السلميين حيث قال بالحرف : “أنا مصدوم من ما يحدث، عندما نرى هؤلاء الأوغاد التي اتت لاستفزاز السكان في مكان يؤبنون فيه الضحايا و يقدمون العزاء. اخبرنا امس باحتمال قدومهم ، وأنا أرى أن لا شيء قد تم القيام به لمنعهم من الوصول الى بروكسل. على كل حال اريد موقف الحكومة الفدرالية تجاه ما حدث “. و للإشارة فان غالية اعضاء هذه المجموعة الفاشية جاءت من المنطقة الفلامانية و كانت مدينة “فيلفورد” مكان لانطلاقتهم نحو بروكسيل باعتراف من الشرطة.
الوزير الاول “شارل ميشيل” أدان بدوره تصرف هؤلاء و صرح قائلا. “أطالب باحترام ظروف الحداد الذي يجتازها البلد كله. انه من غير المناسب تماما كسر (فترة) الحداد و العزاء التي اصبحت ساحة البورصة في بروكسل مكانا له، حيث يجتمع الناس لعزاء بعضهم البعض” . و اختتم بإدانة ما وقع حيث قال حرفيا ” إنني أدين بشدة هذه التجاوزات “.