تحت عنوان “لنطرد الإسلام من بلدنا” خرجت افتتاحية جريدة “ إل دجونالي” الإيطالية المقربة من رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، أمس الثلاثاء، رداً على التفجيرات التي شهدتها العاصمة البلجيكية بروكسل، وراح ضحيتها أكثر من 34 قتيل.
الافتتاحية التي كتبها “أليساندرو سالوستي” مدير الجريدة، أحدثت جدلاً واسعاً وانقسام بين المتابعين الإيطاليين، فالجانب المؤيد له خاصة الجهات اليمينية المعادية ليس للإسلام فقط بل لكل الأجانب، تتبنى وجهة نظر متطرفة تدعو إلى التعامل بصرامة مع المسلمين، وهناك الجانب المعارض، والذي يدعوا إلى التعقل وتفادي العناوين الاستفزازية العنصرية، وشن هؤلاء حملة انتقاد شديدة على الجريدة ومديرها، أعابوا خلالها خوضه معارك سياسية بدلاً من الاقتصار على الجانب الإخباري، وارتدائه زي السياسي بدل الصحفي.
الافتتاحية لم تغفل أن تنال من اليسار الإيطالي الذي يقود الائتلاف الحاكم في إيطاليا من النقد، والتي وصفتها بأنها “سياسة ترحيبية تتيح غزو إيطاليا من طرف المهاجرين السريين”، الذين وصفتهم بـ”الذين يريدون قتلنا جميعا “، لتطرق إلى نقد الإسلام نفسه قائلة “لا يوجد شيء اسمه إسلام معتدل، أيدي المسلمين ملطخة بالدماء، و دينهم يتعارض مع الإنسانية ومع الحضارة، يجب طردهم من بيتنا”
جريدة ” إل دجونالي” ليست الوحيدة التي تهجمت على المسلمين، بل سبقتها في ذلك جريدة “ليبيرو” والتي كانت قد تسببت أيضا في زوبعة كبيرة عقب أحداث العاصمة الفرنسية باريس، والتي خرجت بافتتاحية وصفت فيها المسلمون ب”اللقطاء “، وهو ما أحدثت جدلاً صاخبا، أعقبه مطالبة بعض الصحفيين شطب كاتبها، الصحفي “ماوريسيو بيلبييترو ” من رابطة الصحفيين الإيطاليين.
ويُذكر أن عدد مسلمي إيطاليا يبلغ حوالي مليون و700 ألف، يأتي في مقدمتهم ذوي الأصول المغربية بعدد يُقدر بـ 500 ألف شخص، وتوجد أربعة مساجد رسمية، أكبرها مسجد مدينة روما، الذي يُعد الأكبر على الصعيد الاوروبي، بجانب العديد من المساجد غير الرسمية، والتي كانت عبارة عن أقبية ومستودعات تم تحويلها من طرف جمعيات محلية إلى دور للعبادة.