أثار العثور على جوازي سفر الإرهابي نور الدين شوشان الذي تم القضاء عليه في الغارة الأمريكية بصبراتة الليبية جدلا كبيرا لدى السلطات الإيطالية بعد أن تبين أنها مستخرجة من إيطاليا .
قسم التحقيقات العامة و العمليات الخاصة في إيطاليا «ديغوس» فتح تحقيقا في جنوة خاصة بعدما اتضح أن جواز السفر الاول استخرج بتاريخ 22 يناير 2011 من القنصلية التونسية بجنوة والثاني بسفارة تونس بروما بتاريخ 25 يناير2011.
وذكرت الصحافة الإيطالية أن « ديغوس» بنت تحقيقها الذي أذن به مكتب المدعي العام بجنوة على أن توقيت استخراج الثاني تم بعد ثلاثة أيام فقط من استخراج الجواز الاول هذا دون اعتماد الإجراءات المعمول بها في الإطار وخاصة في القانون التونسي عند ضياع جواز السفر .
ويجري التحقيق الإيطالي لكشف العلاقة بين أخطر الإرهابيين في الدولة التونسية المتورط في هجمات متحف باردو وسوسة وبين الممثلين الديبلوماسيين الموجودين في قنصلية تونس بجنوة مع افتراض وجود طرف قد يكون مسؤولا عن ذلك وقد يحظى بدعم زملائه ولا يستطيعون الكشف عنه حسب الصحافة الإيطالية التي تناقلت الخبر.
وصرح المدعي العام بجنوة فرانشيسكو كوزي أن الهدف من التحقيق هو تحديد ما إذا كان شوشان قد تمتع بمعاملة خاصة في القنصلية خاصة أنه بإمكانه كأي تونسي مقيم بالأراضي الايطالية طلب الحصول على جواز سفر في أي من الخمس قنصليات التونسية المتواجدة بإيطاليا وهي قنصليات ميلانو وجنوة وفلورنسا ونابولي وباليرمو بالاضافة الى السفارة في روما.
كما بين المدعي العام أن مرور الإرهابي التونسي في عام 2011 كان عرضيا وأنه كان في ذلك الوقت مقيما في مدينة نوفارا بشمال إيطاليا حيث كان يعمل «عامل بناء» وأن أقرب قنصلية له هي ميلانو وهو ما يثير الشبهة حول قيامه بطلب تجديد جواز السفر في جنوة أي بعد ثلاثة أيام من تقدمه بطلب تجديد الجواز في روما.
ويأتي هذا التحقيق الإيطالي موازاة مع اعتزام وزارة الداخلية فتح بحث اداري للوقوف على ملابسات تمكين العنصر الإرهابي نور الدين شوشان من ثلاثة جوازات سفر عثرت عليها قوات من الجيش الليبي بأحد المنازل بصبراطة الليبية، ومن بينها جوازان استخرجا بإيطاليا وجواز سفر تونسي بتاريخ 13 نوفمبر 2012 من منطقة الامن الوطني بسيدي بوزيد يحمل صورته وهو ملتح .
يذكر أن نور الدين شوشان أصيل ولاية سيدي بوزيد من مواليد 1980 تحصل على الباكالوريا سنة 2001 وعلى جوائز رياضية كلاعب في رياضة الـ “كيك بوكسينغ” ثم توجه الى ايطاليا في 2004 وعاد إلى تونس إثر الثورة دون أن يلاحظ عليه أهله وأقاربه أية بوادر تشدد الى أن فاجأ الجميع بانضمامه إلى «أنصار الشريعة» سنة 2013 وكقيادي ومخطّط في خلية سوسة الإرهابية الضالعة في محاولة اغتيال شرف الدين وقتل عون أمن وعملية «نزل الامبريال» التي خلّفت 38 قتيلا وكعقل مدبر لهجمات متحف باردو التي أسفرت عن مقتل 22 وقد أصدرت في حقه مؤخرا الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس حكما يقضي بسجنه مدى الحياة.
وقد اتضح من خلال الابحاث أن مهمة شوشان في تونس وتحديدا في سيدي بوزيد (في العملية الاخيرة) تمثلت في تزويد الإرهابيين بالمؤونة داخل مخابئهم و قد استطاع خلال العملية المذكورة إصابة عنصر من الحرس الوطني بسلاح كلاشنيكوف خلال تبادل لإطلاق النار بإحدى المناطق في الولاية بعد ان قتل رفيقه من الإرهابيين. وقد تمكن من الفرار بعد أن اختبأ داخل احد الجوامع بالمدينة ليلتحق بعد ذلك بصفوف أحد التنظيمات الارهابية بـ «داعش» ليبيا حيث استهدفته الغارة الأمريكية و37 تونسيين اخرين كانوا يخططون لاقتحام الحدود التونسية حسب الاستخبارات الامريكية .