الحكم على كراديتش بـ 40 عاما سجنا بتهم جرائم حرب وإبادات جماعية - الإيطالية نيوز

آخر الأخبار

الحكم على كراديتش بـ 40 عاما سجنا بتهم جرائم حرب وإبادات جماعية


قضت المحكمة الجنائية الدولية بالحكم على ” سفاح البوسنة”، الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كراديتش بالسجن 40 عاما بعد ألصقت به 11 تهمة منها ارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال الحرب في البوسنة .. وكان أبرزها “ارتكاب إبادة جماعية” في سربرينيتشا في يوليو 1995….

وقد أصدرت المحكمة، التي أسستها منظمة الأمم المتحدة، قرارها بحق كراديتش، الملقب بـ”سفاح البوسنة”، بعد مرور اكثر من 20 عاما، ونوهت المحكمة إلى أن قوات صرب البوسنة مارست التطهير العرقي بحق المسلمين في المنطقة المذكورة، كما حملته مسؤولية أسر جنود الأمم المتحدة.
ونطقت المحكمة بالحكم التاريخي بحضور عدد كبير من الضحايا، بينهم معتقلون سابقون في معسكرات وأمهات لعدد من ضحايا مجزرة سربرينيتشا.


نبذة عن رادوفان كراديتش
ولد كراديتش عام 1945 في بلدة سافنيك، في الجبل الأسود. وكان والده، فوك، عضوا في كتائب الإنفصاليين التي كان يطلق عليهلا "الشتنيك" التي كانت تقاتل ضد كل من المحتلين النازيين والشيوعيين الموالين لجوزيف تيتو، رئيس يوغوسلافيا السابق. وكان الأب سجينا في فترة كبيرة من طفولة رادوفان.
أما والدته، جوفانكا كراديتش، فكانت تعتبر ابنها إنسانا مخلصا ومجتهدا، إذ اعتاد مساعدتها في المنزل وفي الحقل. كما قالت إنه كان فتى جادا، يحترم الكبار ويساعد زملائه في الدراسة.
وانتقل كراديتش إلى سراييفو عام 1960، حيث التقى بزوجته ليليانا، وتخرج في كلية الطب، وأصبح طبيبا نفسيا في مستشفى المدينة.
كما أصبح شاعرا، وتأثر بالكاتب القومي الصربي دوبريكا كوسيك، الذي شجعه على خوض غمار السياسة.
وبعد انضمام كراديتش للحزب الأخضر، ساهم في تأسيس الحزب الصربي الديمقراطي عام 1990 بهدف دعم الكيان الصربي الأكبر، وذلك كرد فعل لتأسيس الحزبين القومي والكرواتي في البوسنة.
وبعد أقل من عامين، بعد الاعتراف بالبوسنة والهرسك كدولة مستقلة، أعلن كراديتش قيام الجهورية الصربية المستقلة للبوسنة والهرسك، وعاصمتها بالي في إحدى ضواحي سراييفو، ونصب نفسه رئيسا عليها.
وتولى حزب كراديتش تنظيم الصرب للقتال ضم البوسنيين والكرواتيين في البوسنة، بدعم من الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش.



"تطهير عرقي"
واندلعت حرب ضروس، حاصر فيها الصرب سراييفو لمدة 44 شهرا، وقصفوا قوات البوسنة بالمدفعية، وأرهبوا المدنيين بالقصف المستمر وإطلاق القناصة للنيران. وقُتل آلاف المدنيين، إذ استُهدف الكثيرون منهم عمدا.
وطرد مقاتلو صرب البوسنة مئات الآلاف من البوسنيين والكرواتيين من منازلهم، في حملة شرسة من "التطهير العرقي". ووُثقت العديد من الجرائم، التي شملت اغتصاب نساء وفتيات البوسنة بشكل ممنهج.
كما كشف المراسلون عن تأسيس معسكرات عقابية لصرب البوسنة، إذ تعرض السجناء للتجويع والتعذيب.
كما ارتُكبت جرائم حرب ضد المدنيين الصرب على يد مسلحي اعداء صرب البوسنة، في حرب عرقية متبادلة.
واتُهم كراديتش، والقائد العسكري من صرب البوسنة راتكو ملاديتش، عام 1995 بارتكاب جرائم حرب في القتال الذي استمر بين عامي 1992 و1995.
كما أُجبر على الاستقالة من منصبه كرئيس للحزب الصربي الديمقراطي عام 1996، ولوح الغرب بفرض عقوبات على الجمهورية الصربية المستقلة للبوسنة والهرسك.


"وعد بالحصانة"
وبعد اتفاق دايتون الذي وضع نهاية لحرب البوسنة، هرب كراديتش إلى المنطقة الجبلية في جنوب شرق الجزء الواقع تحت سيطرة الصرب من البوسنة، تحت حماية مسلحيه.
ويقول كراديتش إن الدبلوماسي الأمريكي، ريتشارد هولبروك، الذي قاد الوساطة في اتفاقية دايتون، وعده بمنحه حصانة مقابل اعتزال المشهد السياسي. لكن هولبروك نفى إقرار مثل هذا الاتفاق.
وعند مثول كراديتش أمام محكمة مجرمي الحرب في أغسطس 2008، فشل في مجابهة الاتهامات التي وُجهت إليه، وسجلت المحكمة أن إجابته كانت "غير مذنب" بالنيابة عنه.
واتهمه المحققون باستخدام حيل لتأخير المحاكمة، إذ قاطع جلسات الاستماع الرئيسية وأصر على الدفاع عن نفسه.
وعند بدء الدفاع عن نفسه عام 2012، حاول تصوير نفسه كـ "رجل بسيط" يجب "تعويضه" لمحاولته تجنب الحرب.
ووصفت إحدى الصحف أداءه بأنه "يتحول إلى نهج عاطفي، ومثير للاستياء تاريخيا، وفيه تضخيم للذات".