سفر سياحي في أوروبا دفع زوجة للتمرد على زوجها وعلى نظام السعودية - الإيطالية نيوز

سفر سياحي في أوروبا دفع زوجة للتمرد على زوجها وعلى نظام السعودية


أثارت دعوى طلب خلع تقدّمت بها سيدة سعودية في جدة استغراب الكثيرين، خصوصاً بعد أن تبين أن قرارها جاء إثر عودتها من رحلة سياحية في الخارج وقولها أن حياتها مع زوجها وفي السعودية لم تعد تناسبها، حسبما ذكرت جريدة الوطن السعودية السبت 13 فبراير2016.
الزوجة تقدمت بدعوى الخلع، بحجة أن "شخصية زوجها ومظهره الخارجي لا يناسبانها"، كما أن الحياة معه ليست بنفس الحياة التي شاهدتها بينما كانت في زيارة لأحد البلدان الأجنبية، فيما رفضت محكمة الأحوال الشخصية بجدة الدعوى لعدم اكتمال شروط تقديم الخلع المتعارف عليها بالشريعة وحولت الزوجة وزوجها إلى لجنة الصلح.

احترم العادات


وفي هذا الصدد، تقول المحامية السعودية ريم المحمد أنها بحكم مهنتها تستمع كثيراً لقصص غريبة وعجيبة عن أسباب الطلاق والخلع؛ وقد يكون السبب الذي تقدمت به تلك الزوجة الأقل غرابة.
وترى في حديثها لـ"الإيطالية نيوز" أنه رغم كون أنماط الحياة تختلف بين دول العالم، إلا أنه يجب على كل شخص أن يسير تبعاً للعادات والتقاليد التي تلقاها من مجتمعه.
وتدافع المحمد عن نمط العيش في السعودية، قائلة إن الحياة فيها "ليست بالصعبة كما يُصوّرها البعض خاصة بالنسبة للمرأة التي أخذت كافة حقوقها اليوم".
وتضيف أن المرأة السعودية دخلت مجال التعليم والسياسة والاقتصاد بقوة، وهناك العديد من الأسماء السعودية التي أضحت صاحباتها سيدات أعمال أو طبيبات حصلن على جوائز عالمية وعربية.
وتعتبر أن طلب الزوجة الخلع جاء لأنها تقارن حياتها مع زوجها وحياتها في الخارج، "وهذه مقارنة غير مقنعة؛ فهي كانت تعيش تلك الحياة قبل أن تتزوج"، على حد تعبيرها، كما لا تستبعد أن تكون هناك أسباب أخرى لطلبها.

المجتمع السعودي


الأخصائية الاجتماعية هيفاء المبارك تقول هي الأخرى إن المرأة في المجتمع السعودي أصبح لها وزن وقيمة؛ ولها الحق في بناء المجتمع كالرجل؛ كما أن الدولة "تساهم في توفير ذلك بما يتطابق مع الشريعة الإسلامية التي كرمت المرأة وأعطتها كافة الحقوق".
وتشير إلى المرأة السعودية في بعض الأحيان "تصطدم مع بعض الأفكار التي مازالت داخل عقول بعض الرجال والمجتمع، والتي لا تقبل دخولها ميدان العمل ولا تراها سوى في منزلها".
وترجع الأخصائية الاجتماعية السعودية ذلك إلى "طبيعة مجتمع يحتاج لوعي وتثقيف بخصوص حقوق وواجبات المرأة"، على حد قولها.
وعن الحياة في السعودية، تقول المبارك إن هناك الكثير من الأماكن التي يمكن أن تقضي فيها العائلات إجازاتها داخل المملكة بمقومات جيدة.

عش كما تحب


"الحياة حلوة، فعشها كما تحب"، هكذا يعبر المهندس أحمد الحسن عن رأيه في قضية الخلع التي تقدمت بها الزوجة، ويضيف أن في كل مجتمع عيوباً ونقائص، فالحياة في كل الدول العربية ليست جميلة، لكن "على كل شخص أن يحيا كما يرغب دون الخروج عن التقاليد".
ويفيد أحمد أنه عاش لفترة في بريطانيا، وهناك رأى بدوره أشياء كثيرة لم يحبها، "فليس كل ما يُذكر ويُقال عن أوروبا صحيح؛ وهذا ينطبق على الدول العربية"، حسب رأيه.