روما - وصل جثمان الطالب الإيطالي، دجوليو ريدجيني (28 عاماً) بعد ظهر أمس السبت (6 فبراير2016) إلى روما حيث طالبت السلطات بمعرفة ما حصل معه، إثر العثور عليه ميتاً بعد 10 أيام على اختفائه في القاهرة.
واستقبل وزير العدل، أندريا أورلاندو الجثمان وذوي الشاب، وقال في تصريح «أنا هنا لتقديم تعازي الحكومة... ولأؤكد أيضاً عزم الحكومة على معرفة كل الملابسات في أسرع وقت، وإحالة المسئولين على القضاء».
وفيما وصل محققون إيطاليون الجمعة إلى القاهرة، من المقرر إجراء تشريح جديد بعد الظهر في روما حيث فتحت النيابة العامة تحقيقاً ضد مجهول بتهمة القتل.
وتحدث تقرير النيابة العامة المصرية عن عدد كبير من الجروح وآثار حروق سجائر، وتحدث السفير الإيطالي في القاهرة موريتسيو مساري لصحيفة «كوريري دي لا سيرا» عن زيارته للمشرحة.
وقال «رأيت جروحاً وحروقاً وكدمات. لا شك أن هذا الشاب تعرض للضرب العنيف والتعذيب».
وتبدو كل الاحتمالات مفتوحة في جريمة قتل الشاب الإيطالي لكن شبكات التواصل الاجتماعي والدوائر الدبلوماسية في القاهرة لا تستبعد احتمال ارتكاب الشرطة لخطأ في بلد تواجه فيه الأجهزة الأمنية اتهامات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية بتوقيف معارضين واحتجازهم من دون محاكمة.
وبعد الظهر، تجمع نحو خمسين شخصاً أمام السفارة الإيطالية في القاهرة حيث وضعوا وروداً وأضاؤوا شموعاً ورفعوا لافتات تضامناً مع الطالب الضحية.
وقال خالد داود أحد ناشطي المعارضة «نطالب بكشف هوية المجرمين سريعاً»، مضيفاً «لا نريد أن يكون لدى الأجانب في مصر انطباع أنهم ليسوا في مأمن هنا».
وأشار إلى «رسالة سلبية جداً» بعد الاعتداء الذي استهدف طائرة روسية في نوفمبر والهجوم الجوي الذي أسفر من طريق الخطأ عن مقتل ثمانية سياح مكسيكيين في سبتمبر.
وكان ريجيني، طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية، يجري أبحاثاً حول الحركات العمالية في مصر. وقد اختفى في 25 يناير في وسط القاهرة وعثر على جثته في حفرة في الثالث من فبراير.
وتقول الصحافة الإيطالية إن المحققين الإيطاليين يعتبرون أن الذين عذبوه كانوا يسعون إلى معرفة اتصالاته في إطار الحركات التي يدرسها.
ودأب جميع المسئولين السياسيين الإيطاليين، وحتى رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا، في الأيام الأخيرة، على الإدلاء بتصريحات طالبوا فيها بمعرفة الحقيقة.
وشدد السفير الإيطالي على القول «نحرص على ازدهار مصر واستقرارها، لكننا نطالب بكشف كل الملابسات المتعلقة بوفاة ريجيني».
والجمعة، طالبت عائلة الفرنسي إريك لانغ (49 عاماً) الذي ضرب حتى الموت في أحد مراكز الشرطة بالقاهرة في خريف 2013، القضاء الفرنسي بأن يحقق بدوره ميدانياً منددة بعدم تلقيها دعماً من السلطات الفرنسية.