تساءلت صحيفة الاندبندنت عن السبب الذي جعل السعودية تشن حروبا على دول عربية مسلمة أقل منها مالا وعتادا لتدمر مساكنها على أطفالها ونسائها وشيوخها، كما تفعل حاليا في اليمن حيث جندت عساكرا من دول عربية ومولت الحرب بأموال المسلمين لتقتل أبناء المسلمين وتدمر المدارس والمستشفيات على رؤوسهم، وكما تريد أن تفعل في سوريا حيث تريد أن تقف جنبا إلى جنبا إلى آلة الدمار الروسية. ولماذا تغمض السعودية عيونها على جزيرتيها اللتان تحتلهما إسرائيل منذ حرب 1973؟ ولا تكترث لهما.
وفي شأن آخر، قالت البعث السورية في افتتاحيتها إنه "كلما تقدّم الجيش العربي السوري في الشمال والجنوب، لن تكون هناك مواقف صامتة سعودية ولا تركية ولا إسرائيلية أيضاً".
واتسمت نبرة الصحيفة تجاه السعودية بالحدة، إذ قالت: "لن يسكت داعمو الإرهاب وهم يشهدون بأم أعينهم انهيار مشروعهم، ولذلك يحاول ابن سعود جرّ العرب والمسلمين بشتى الطرق إلى اقتتال داخلي مستدام ينتقل فيه من المذهبية إلى التكفيرية إلى عمومية الإرهاب والدمار على غرار الخطوات الأولى لتأسيس ملكه الذي سينهار لا شك ما لم يتم تغذيته بالدم والنار على الدوام".
وعلى نفس المنوال، قال بسام هاشم في الجريدة ذاتها: "تتجرأ السعودية على إعلان استعدادها لإرسال الجنود إلى سوريا. أي جنود هذه المرة؟ بعد أن نفد لديها خزان الإرهابيين وتنصّب نفسها متحدّثة باسم العروبة والإسلام، وهي التي تكرّس سياساتها لخدمة أعدائهما القريبين والبعيدين. تتخيل مملكة آل سعود أن القيادة والزعامة تصنعان بدفاتر الصرف".
وعلى الجانب الآخر، كتب يوسف الديني في صحيفة الشرق الأوسط، الصادرة في لندن، مدافعا عن المملكة.
وقال الديني إن إعلان السعودية نيتها التدخل المباشر لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطقه بعد أن "بات يرسل أفراده المهووسين بالموت من أجل دولة البغدادي".
وأضاف أن السعودية تريد أن تقضي على التنظيم في "عقر داره ومركز قوته دون تركه يتمدد بشكل أخطبوطي في أكثر من بلد ترتفع فيه جاذبية دعايته المتشددة".
أما فهد الفانك، فكتب في الرأي الأردنية، قائلاً إن الإشارة التي صدرت عن الناطق العسكري السعودي حول استعداد بلاده لإرسال قوات برية إلى سوريا "أخذت أبعاداً مبالغاً فيها، وكأن الحرب البرية على الأبواب".
ويرى الفانك أن تصريح الناطق الإعلامي العسكري "يدخل في باب الإعلام"، وأنه "من غير المعقول" أن تخوض السعودية في الوقت نفسه "حربا جوية في اليمن وبرية في سوريا ودبلوماسية مع إيران واقتصادية مع انخفاض أسعار البترول".
وفي الأخبار المصرية، قال محمد بركات إن الدعوة لمشاركة قوات عربية في حرب برية في سوريا تحمل في طياتها "تجاهلا متعمدا لخطورة هذا التدخل من جانب قوات عربية، نظراً لما سيؤدي إليه ذلك بالضرورة من صدام مؤكد بين الجيش السوري وهذه القوات المتداخلة دون إذن ودون موافقة من الجانب السوري وهو ما يعني إراقة الدماء العربية بأيد عربية".