إنها لكمة أخرى في بطن اللاجئين السوريين والمهاجرين الذين يزعمون أنهم سورييين، سببها المجلة البولندية "Wsieci"، التي صورت في غطائها مشهدا يحرض على العداء لجميع الأجانب على أرض أوروبا، بالأخص أولئك الذين يلجأون إلى ألمانيا هربا من دوامة الحرب التي تطحن سوريا والعراق.
جمعت المجلة في صورة قاسية جدا بلا أي منازع تُبيّن الشعور بالخوف والغضب الذان يكنهما الأوروبيين بسبب الهجرة الإسلامية الخارجة عن السيطرة، بالأخص في دول أوروبا الشرقية.
في الصورة، تظهر امرأة شقراء ترتدي فستانا على شكل علم أوروبا بنجومه الصفراء، تتعرض للإعتداء من طرف ستة أيدي تنزع عنها ملابسها، وتمسكها من رأسها وردفيها، في محاولة لاغتصابها، مع عنوان عريض"الاغتصاب الإسلامي لأروربا".
وتعمدت المجلة البولندية وضع هذه الصورة على غلافها كإشارة قوية على ما حدث ليلة رأس السنة (2016) في مدينة كولن الألمانية ومدن أخرى أوروبية، من فنلندا إلى سويسرا، بسبب التحرشات اللفظية والجسدية التي كان أبطالها مهاجرون مغاربيون في صورة لاجئين سوريين وضحاياها نساء وفتيات كن يحتفلن بـ"سان سيلڤيسترو".
ووجهت المجلة انتقادا شديدا إلى زعماء الدول الأوروبية، لأن هذه الاعتداأت أساءت كثيرا إلى الروح ذاتها للإتحاد الأوروبي: المجلة الأوروبية تتساءل ما إذا كانت القارة العجوز تتحول إلى "جحيم" أو إذا كان الأوروبيون يشهدون "انتحارا" ثقافيا وسياسيا.
وتُذكّر أيضا صحيفة "إل كورييري ديلا صيرا" أن مجلة "wSieci" تمثل بطريقة قوية ذلك الشعور المعبر عنه في السياسة، ليس فقط في بولندا، بل أيضا في هنغاريا، وسلوفاكيا، وجمهورية تشيك، وهي دول اجتمع رؤساء وزرائها في مدينة "براغا"، عاصمة جمهورية تشيك، بهدف إنشاء جبهة مشتركة ضد سياسات استقبال اللاجئين في كلا من بروكسل وبرلين.
ترجمة: حسن أمحاش
المصدر: صحيفة إل ليبيرو
