طورينو ـ عندما اعتلى الملك سلمان العرش في العام الماضي، كان من المتوقع أن يواصل تثبيت الاستقرار النسبي الذي تميز به حكم أخيه غير الشقيق الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وبدلا من ذلك، تميز عهد سلمان بن عبد العزيز آل سعود، البالغ من العمر 80 عاما، بالحروب في اليمن وسوريا، بالإضافة إلى العداء المستمر مع إيران، والإعدامات بالعشرات ضد الفقراء وحامية الأغنياء، بل حتى الأجانب منهم مثل الديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي.
وكان الملك سلمان أيضا أكثر سرعة في إصابه النظام السابق في السعودية بصدمة غيرت بعض ملامحه، مثل تعيين ابنه المفضل، الأمير محمد بن سلمان، الذي يعتبر أخطر رجل في العالم، على حد سواء وزيرا للدفاع ونائب ولي عهده عندما كان عمره 29 عاما.
وقد ازدادت سلطة الأب والإبن بوتيرة سريعة منذ الأشهر القليلة الأولى من حكمهما لبلاد السعودية.
هذه هي أسباب الجدل الدائر والمحيطة بحكم الملك سلمان:
في السنة الماضية، أعدمت المملكة السعودية 158 شخصا، وهو أعلى رقم منذ عشرين عاما، وفقا لمنظمة هيومن تايتس ووتش.
وجاءت بعد ذلك إدانة دولية عند حكمت الدولة على ستة مجرمين في سن المراهقة بالإعدام.
كما علي محمد النمر الذي اعتقل وهو في سن الـ 17 عاما، قطعت رأسه وظهر جسده مفصولا عنها علنا لعدة أيام.
شهرين في عهد الملك سلمان، تزعمت السعودية في ائتلاف مع 10 دول عربية لخوض حرب فاشلة ومثيرة مع اليمن، الحرب التي لا تزال رحاها تدور حتى يومنا هذا دون أن تسفر عن نتائج إيجابية، وممولة هذه الهجمة الحربية التي أطلق عليها اسم "عاصفة الحسم" بالمال والعتاد، بأمر من الملك سلمان لقصف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق لليمن، على صالح، الذي أطيح به في انتفاضة 2011.
وقالت هيومن رايتس ووتش أن هذه الغارات والحمالات الجوية ضد شعب اليمن تنفذ في وسط انتهاك واضح لقوانين الحرب، وذلك باستخدام الذحائر العنقودية المحظورة التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد شعب العراق عند الإطاحة بالشهيد صدام حسين.
ويقدر عدد الضحايا الذين لقوا مصرعهم بسبب هذه الحرب الجائرة ب 6000 قتيل تقريبا، أي نصف هؤلاء المدنيين. وتكلف هذه الحرب التي ترعاها السعودية السلمانية مليارات الدولارات على حساب خزينة البلاد.
ومن ناحية أخرى، تم قطع رأس عبد الله زاهر، الذي كان عمره 15 عاما عندما قبض عليه، ما يجعل منه أصغر شخص يحكم عليه بالإعدام.
عندما بدأت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011، مالت المملكة العربية السعودية بشكل واضح إلى تأييد الثوار وإزالة الرئيس الأسد.