هل بالفعل تم توضيح حالة واحد من أكبر وأعقد الألغاز الطبيعية في تاريخ البشرية؟
إن المساحة الممتدة بين شبه جزيرة فلوريدا، إحدى الولايات الأمريكية، وبورطو ريكو، والأرخبيل المكون من دويلات صغيرة، وهي السومينيكان، كوبا، والباهاماس، وهايتي وجامايكا، تبتلع منذ مئات السنين البواخر والطائرات في ظروف غامضة.
وحسب مجلة "علوم ومستقبل"، يبدو أن سر المثلث قد انكشف أخيرًا.. أو هذا ما قاله باحثون تابعون للمركز النرويجي للغاز في القطب الشمالي بدعم من الوكالة الفيدرالية لإدارة الموارد الطبيعية تحت الارض في روسيا، بالاعتماد على تجربة في … سيبريا.
يقول هؤلاء الباحثون إن السبب هو غاز الميثان مؤكدين في تقريرهم الذي نشروه في المجلة أنهم شاهدوا منطقة في روسيا فيها شقوق عديدة في الأرض، وهي تنفتح دون سابق إنذار لتطلق كمية ضخمة من غاز الميثان ثم تكوّن حفرًا.
ويعتقد الباحثون أن هذه الانبعاثات يمكن أن تكون وراء الحوادث التي نعرفها في مثلث برمودا، وهي منطقة واسعة تقارب مساحة ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة، وتقع بين أرخبيل برمودا وميامي وبورتوريكو.
كما يعتقد الباحثون أن هذا الغاز يُكوّن فقاعات ورغوة على سطح المياه ويمنع البواخر من الطفو، ما يجعلها تنتهي إلى السقوط نحو قاع المحيط بشكل عامودي، حسب قولهم.
الطائرات
يقول الباحثون إن الميثان، وهو غاز طبيعي، أخف وزنًا من الهواء، وإذا وُجد بكثافة عالية يرتفع بسرعة خارقة إلى الأجواء وإلى ارتفاعات بعيدة ما، ويؤدي إلى حدوث خلل في محركات الطائرة وفي راداراتها ويكون التأثير كبيرًا بحيث أنها تسقط.
ويؤكّد المختصون أن انفجارات غاز الميثان هذه تحدث بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، وإذا صادف وكانت إحدى السفن تمر بالمنطقة عند حدوثها فلا يمكن أن تفلت من تأثيراتها.
وقال "بافل سيروف"، المشرف الرئيسي على الدراسة التي نشرت أيضًا في مجلة البحث الجيوفيزيائي، إن هذه الفُقاعات والرغوة التي تبدأ أولا بالتوسّع لتغطي مساحة قطرها ألف متر، وترتفع إلى مسافة تتراوح بين خمسة إلى تسعة أمتار من قاع المحيط سرعان ما تنتقل إلى المرحلة الثانية في وجودها، وهي الانفجار.