بثت قناة "فرانس 2"، ليل أمس الخميس، خلال برنامج مبعوث خاص "Envoyé spécial"، تحقيقاً مطوّلاً حول الإرهاب، وخاصة الاعتداأت الأخيرة على العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن جزأ ممّا بُثّ أثار مخاوف التونسيين، وأثار جدلاً بينهم، حيث خصص البرنامج قسماً منه للحديث عن الإرهاب في تونس، من خلال استجواب قرصان إلكتروني "هاكر" بقيت هويته طيّ الكتمان، وهو مختص في التنصّت على الاتصالات اللاسلكية بين العناصر الإرهابية.
وتحدث "الهاكر" عن التقاطه لمكالمة بين أحد الإرهابيين، الذي يعتزم القيام بعملية انتحارية، وقيادي بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من دون علمه في بادئ الأمر بهويّة المتحدثين الاثنين، أو مكان العملية الإرهابية.
وأضاف أنه بعد الهجوم على حافلة الأمن الرئاسي بالعاصمة التونسية، عاد للتثبُّت من التسجيلات التي بحوزته واستمع لحديث دار بين قيادات داعشية تحدثت فيه عن "أبو عبد الله التونسي" الذي نفّذ عملية إرهابية في تونس، وهو ما جعله يتأكّد أنّ المتحدثين كانا حسام العبدلّي الذي نفذ العملية الانتحارية وقيادي من التنظيم المتطرّف. القرصان أبدى استعداده لمدّ السلطات التونسية بالتسجيلات التي يملكها.
النيابة العامة في تونس تحركت، اليوم، بعد مشاهدتها ما أورده الهاكر، حيث أكّد الناطق الرسمي باسمها كمال بربوش، أنّ النيابة اطّلعت على الموضوع، وهي تتجه نحو تقديم طلب إنابة قضائية من السلطات الفرنسية المعنية للبحث أكثر في الموضوع، ومحاولة مساعدة القضاء التونسي على الاتصال بالمعني بالأمر، والحصول على المعلومات التي بحوزته.