"سقوط الطائرة الروسية وعلى متنها ما يزيد عن مائتي راكب، تعويضات تقدر بـ 2 مليار دولار لأهالي ضحايا الطائرة، محطة نووية بتكلفة تصل 20 مليار دولار".
فاتورة دفعتها موسكو خلال الأيام القليلة الماضية وتنتظر ثمنها من الجانب المصري. وفي أول إجراأت روسية عقابية ضد مصر أوقفت الأولى رحلات الطيران بعد ثبوت أن الأعمال الإرهابية وراء التفجير، وهو ما أثر على قطاع السياحة واستجابة دول أخرى على رأسها بريطانيا لهذا المنع وهو ما بات يهدد قطاع السياحة الذي يمثل المصدر الأول للعملة الصعبة.
لم يقتصر الأمر على ذلك بل لوحت موسكو باستخدام المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة لملاحقة المتورطين في الجريمة أينما كانوا، وهو ما يعني استباحة السيادة المصرية في سيناء تحديدًا. ما ذكر سلفًا جعل كثيرين يرجحون أن النظام المصري سيرضي بأي ثمن يدفعه اتقاءً لغضب الدب الروسي، وضمانًا لمساندته واستمرارًا لدعم شرعيته، وبالتالي فإن القبول بتدشين قواعد عسكرية على أراضي سيناء أمر وارد، وفق مراقبين، لتخفيف حدة الغضب الروسي، لاسيما أن الثانية تحتاج لقواعد عسكرية بديلة في مربع الشرق الأوسط، بعدما بات مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد مهددًا.
الطلب الروسي بـ"قاعدة عسكرية" مقابل إغلاق ملف الطائرة الروسية، أمر أشار إليه الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، قائلا "إن روسيا لن تقبل أي ترضية في حادث الطائرة الروسية، مشيرا إلى أن الحديث عن تدخل روسي عسكري أمر خطير يمس السيادة المصرية، كما عبر عن تخوفه من أن تطلب موسكو من القاهرة تسهيلات لإقامة قواعد عسكرية في مصر"، على حد قوله.
وأضاف نور في لقاء له أمس على قناة الجزيرة مباشر أن لديه معلومات بعقد لقاء مصري روسي قريبا لتسوية المشكلات بعد سقوط الطائرة الروسية. ويقول سامر إسماعيل، الناشط السياسي المهتم بالشأن الخارجي، إنه لا يستبعد قيام روسيا بشن ضربات جوية في سيناء، إلا إذا كانت تفكر في كسب مصالح أكبر من مصر كبناء قاعدة بحرية أو جوية أو إعادة مستشاريها العسكريين مجددًا بعد طردهم على يد أنور السادات". وأضاف إسماعيل لـ"المصريون" أن روسيا قد تفرض شروطا على مصر من أجل تحقيق مطالبها، في ظل وجود نظام وصفه بـ"الهش" لا يملك من أمره شيئًا.
وبسؤاله عن موقف مصر من ذلك أكد أنها ستوافق؛ لأنها تحتاج لدعم روسيا التي تحاول استغلال حادث الطائرة والاتفاق النووي لصالحها كما تفعل في سوريا". لكن الخبير السياسي، يسري العزباوي ينفي هذا السيناريو قائلاً: "مش وارد بالمرة" لعدة اعتبارات منها أن مصر ملتزمة بعدم وجود أي قوى عسكرية على أراضيها إلا للتدريب فقط. الأمر الثانيء بحسب العزباويء أن وجود قوى عسكرية يعنى ضعف النظام وهذا ما يرفضه الرئيس السيسي، الأمر الثالث هو أن هدف روسيا الحالي هو القضاء على داعش في سوريا.
وبرر العزباوى هذه الادعاأت بمحاولة عمل ما يشبه الحرب النفسية، ومحاولة تأجيج المشاعر بالداخل بالتعويل على ثورة جديدة والتركيز على 25 يناير القادم. نفس الموقف شدد عليه اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد في تصريحات صحفية في وقت سابق، مؤكدا على أن الأسطول الروسى موجود بالفعل فى المياة الدافئة بالبحر المتوسط، وله قاعدة بحرية فى "طرطوس" بسوريا، لافتا إلى أن مصر لا ولن تقبل بإقامة أى قواعد عسكرية لأى دولة على أراضيها أو فى مياهها.