أخرجت ردود أفعال هجمات باريس الأخيرة العديد من الشخصيات لتعبر بطريقتها الخاصة عن موقفها من هذا الحادث المؤلم، بين هذه الشخصيات برز إيريك كانطونا، لاعب فرنسي معروف، وانطلقت مع لسانه عبارات تصدع بروح الحق.
قال:"هؤلاء هم المسئولون عن مآسينا (ساكوزي، وهولند، و مارين...) فحتى الفترة الرئاسية التي تكلف بها الرئيس السابق "جاك شيراك" لم يكن لفرنسا إلا أصدقاء وحلفاء في جميع أقطار العالم العربي. فرنسا تُعرف كأمة تنشر السلام والحوار في كل مكان. ثم جاء ساركوزي فتغير مع قدومه كل شيء. أصدقاؤنا بالأمس أصبحوا أعداءنا وحلفاؤنا أصبحوا خصومنا اليوم. في إفغانستان ، وفي ليبيا، وفي تشاد وسوريا زرعنا الموت والرعب. أردنا فرض الديمقراطية على أنغام أصوات القنابل التي تقع على رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء كانوا يعيشون في أمن وسلام. أردنا تصدير القيم التي لا نؤمن حتى نحن. لقد سببنا الكثير من المعانات وها نحن اليوم نجني ثمارها. رجال السياسة عندنا يفتعلون الحروب بدل أن يعزوا بالغ الاهتمام إلى المشاكل الخطيرة التي تتخبط فيها فرنسا، فالبطالة تتفشى يوما بعد يوم كالجرب، والبؤس يبسط مناخه الحزين في الأحياء الفقيرة، حتى المتقاعدين منا ينبشون في القمامات من أجل البقاء أحياء، وشبابنا لم يعد يتسلح بالأمل في الوقت الذي فيه حكوماتنا تنفق المليارات لقصف دول وشعوب أجنبية. لسنا لا نماذج يقتدى بها ولاحتى عادلين. حان الوقت لكي نفتح أفواهننا ونحرر أصواتنا من سجن الصمت لكي نقف سدا منيعا أمام عمليات زرع الكراهية والعنصرية والموت الذي ينسجونه سياسيونا في الخفاء، والتي إن نجني لا نجني مها إلا الإرهاب والخوف. ولا أستبعد رجال المطافىء والإنقاذ المصابون بهوس إشعال النيران بدل إطفائها باستغلالهم لكلمة "الإرهاب" للإعلان عن حالة الطوارىء، التي بها يحدون من حرياتنا ويجعلون مننا الواحد عدو الأخر، في حرب أهلية باردة تأكل المجتمع الفرنسي كما يأكل الرماد الساخن أكسجين الحياة. هؤلاء رجال الشرطة الذين وليناهم أمننا لا يستحقون ثقتنا فيهم بما أنهم غدروا بنا وكانوا أحزمة للسياسيين المجرمين.
يجب ألا ننخدع لألاعيب الأعداء. ولا ينبغي أن نُدفّع المسلمين المحبين لوطننا ووطنهم فرنسا ثمن نتائج الحرب الحمقاء التي تصنعها حكوماتنا.
إيريك كانطونا