تستقبل ايطاليا حالياً الجزء الاكبر من المهاجرين الذي يصلون كل اسبوع الى منطقة بوتسالو التي تقع في جنوب منطقة صقلية، حيث يغتسلون ويرتاحون ويتم تحديد المقبولين من بينهم، ثم ينقلون إلى مركز استقبال أول من أجل تقديم طلب لجوء. ومن المتوقع أن يتحول مركز الإيواء في بوتسالو إلى احدى "النقاط الساخنة" لتسجيل طالبي اللجوء، التي يطالب بها الاتحاد الاوروبي، في ظل ارتباك إيطالي بالغ.
وبحسب آخر الإحصاءات المتوافرة، وصل مع بداية شهر كانون الثاني من العام 2014 وحتى نهاية أيار من العام 2015، نحو 217 الف مهاجر إلى ايطاليا. تقدم تسعون الفا من بينهم فقط بطلبات لجوء. وكان اكثر من 37 ألفا من غير السوريين أو الاريتريين قد توجهوا شمالا. فقد تبين أن ثلثي المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا يهربون لمواصلة طريقهم الى الشمال، إلا أنه في حال أصبحت بوتسالو "نقطة ساخنة" أوروبية، سيمر الواصلون الجدد بانتظام عبرها، حيث ينبغي أن يأخذوا بصماتهم ليطلبوا اللجوء، والا سيتم اقتيادهم الى مركز للاحتجاز بغية طردهم سريعا.
وقد صمم مركز الإيواء ليستوعب 180 شخصا، لكن يمكنه ان يستقبل اكثر من مئتي شخص. كما تبلغ القدرة الاجمالية للاستقبال حوالى 1500 شخص اذا اضيفت اليه "نقاط ساخنة اخرى" ستقام في لامبيدوزا وفي موقع آخرى في صقلية. لاسيما أن السلطات الايطاليا تدرك ان هناك موجات من اللاجئين الواصلين، قد تضم بين اربعة آلاف وستة آلاف شخص خلال 48 ساعة. علما، أن توزيع السوريين والاريتريين في اوروبا، لا يؤثر على ايطاليا بما أن كل ما كان يفعله اللاجئون هو عبور شبه الجزيرة، لذا سيكون الامر مرتبطا بتنظيم نقلهم بدلا من تركهم تحت رحمة المهربين.
وستسمح الاجراءات الجديدة ببقاء كل الذي كانوا يواصلون طريقهم شمالا مثل السودانيين والصوماليين والاثيوبيين، لمدة طويلة في إيطاليا، على الاقل خلال مدة دراسة طلباتهم التي تمتد بين ستة اشهر و24 شهرا. على الرغم من أن مرحلة اختبارية بدأت قبل اسبوعين في جزيرة لامبيدوزا كشفت الكثير من الثغرات في هذا المجال.
وفي المقابل، يتيح الاجراء الجديد زيادة أعداد طالبي اللجوء، الأمر الذي يعني زيادة في قرارات الرفض، لذا تصر ايطاليا على وضع نظام اوروبي لابعاد الذين ترفض طلباتهم.
ويبدو المركز قديما في بنائه الخارجي، لكنه يتميز من الداخل يتوفر كل شىء يثير الارتياح فيه. فقد لصقت على جدرانه صوراً لأطفال يلهون ويلعبون، إلى جانب لوحات بعدة لغات. ومن المقرر أن يضم المركز ممثلين عن الوكالات الاوروبية المكلفة حق اللجوء ومراقبة الحدود (فرونتكس) والشرطة (يوروبول) والتعاون القضائي، وكلها ستعمل خصوصاً من أجل مكافحة شبكات التهريب والتهديد الارهابي. ويتمركز عناصر وكالة مراقبة الحدود حاليا في منزلين متنقلين للمساعدة في التعرف على هويات الواصلين.
إلى ذلك، أشار مساعد مدير ادارة الحريات المدنية والهجرة في وزارة الداخلية الايطالية أنجيلو مالاندرينو أنه "لن تتم تلبية طلبات جميع اللاجئين على الارجح، لكننا لا نفكر في ذلك طويلا حتى لا نصاب بالاحباط".
بدورها، أكدت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة كارلوتا سامي أن "هذه الخطة لا يمكن ان تعمل ما لم تكن المعلومات واضحة جدا والاستقبال جيد"، مضيفة أنه "سنكون هنا لتقديم المعلومات ومراقبة نوعية المراكز".
(ا ف ب)