عرض البرنامج الاستقصائي أبدراغ غرانسكننغ Uppdrag granskning، الذي يبث على القناة الرسمية السويدي، ربوتاجا مؤثرا يعرض قضية أطفال أتو من المغرب وتشردوا في شوارع ستوكهولم. فيما يلي ترجمة البرنامج من إعداد موقع القسم العربي براديو السويد الرسمي الذي أعد نشره ويثه مدبلجا بالعربية يوم 4 شتنبر الماضي.
يعيش اليوم أكثر من مئتي طفل قدموا من المغرب في شوارع ستوكهولم، ليجدوا أنفسهم على حافة ضيقة بين العنف، وبين أحلامهم بمستقبل أفضل، البرنامج الاستقصائي في التلفزيون السويدي أوبدراغ غرانسكننغ، نزل الى شوارع ستوكهولم ليسلط الضوء على معاناتهم، أسباب قدومهم، وأحلامهم الضائعة على مقاعد ماكدونالد التي يفترشونها ليلاً.
"يقولون أن المغرب بلد آمن وجميل، لكن في المغرب هنالك الكثير من الفقر ، نحن قدمنا الى السويد للحصول على مساعدة، ولأنهم مقتنعون أن المغرب بلد مستقر فلا يساعدوننا، ونضطر للعمل بشكل غير قانوني كي نحصل على النقود، وهذه هي المشكلة" هذا ما قاله أحد الصبية المشردين ليلاً في شوارع المدينة.
في السويد اليوم مئات الأطفال المهاجرين دون ذويهم ممن يضطرون لمثل هكذا نوع من الحياة ولكن لا إحصائية دقيقة بعد.
غير أن هنالك أرقاماً من مصلحة الهجرة تفيد بأنه، منذ عام 2011 أتى الى السويد حوالي 1000 طفل، يبلغون أقل من 18 عاما،ً دون ذويهم من المغرب لتقديم طلبات اللجوء، وأقل من 5% منهم فقط، نجحوا بالحصول على الاوراق المطلوبة، وبحسب مصلحة الهجرة، فإن المغرب يعتبر بلداً آمناً ولايعاني من صراعات مسلحة، والتي تعد السبب الرئيسي لمنح اللجوء والحماية.
أعلنت المؤسسات المعنية عجزها، أمام هذه القضية، هذا ما ذكرت التقارير الإخبارية، وذكرت أيضاً أن أعداد الأطفال الذين يهربون من دور الرعاية وينساقون الى حياة الشوارع العبثية، مستمرة في الارتفاع كرستيان فوردين من شرطة ستوكهولم لقد استطعنا رصد ما يقارب مئتي طفل ممن ينشطون خلال الليل، وبشكل شبه دوري في الأونة الاخيرة هنا في وسط ستوكهولم. وعن معدل أعمارهم يضيف كرستيان فوردين من شرطة ستوكهولم، إنها متفاوتة من تسع سنوات وما فوق.
المؤسسات المسؤولة عن وضع هؤولاء الاطفال بشكل مباشر،كمصلحة الهجرة، مكاتب الخدمات الاجتماعية ، والشرطة، تحاول إسكانهم في دورٍ ومراكز رعاية خاصة، ومساعدتهم في تقديم طلبات لجوء للحصول على أوراق الاقامة لتمكنهم من الذهاب الى المدرسة وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، لكن الكثيرون ممن يختارون الهرب من هذه المراكز.
"عندما أتيت الى هنا أرادوا أن يسكنوني في دار للرعاية، أنا لم آت كي أحصل على مسكن، ومأكل ، أنا جئت هنا كي أعمل وأجني المال، كل الذين أتوا هنا لم يحصلوا على مساعدة، لذلك التجؤا للأعمالالمشبوهة وبيع الحشيش والمخدرات"
هذا قول أحد الصبية الذين التقاهم البرنامج الاستقصائي، أبدراغ غرانسكننغ، وهو برنامج استقصائي، يسلط الضوء على أهم قضايا المجتمع وأكثرها اشكاليةً، ويسائل المسؤولين، وفي مهمتهم هذه المرة، يعرضون حال أطفال شوارع المدينة ومشكلتهم الرئيسية ومعاناتهم في الحصول على المساعدة التي يريدون، وبحسب تعبيرهم فهي لا تقتصر على سقف يحميهم أو طعاما يكفيهم ، وإنما حاجتهم الأساسية هي أوراق إقامة لتؤمن لهم فرصة للعمل، وبناء مستقبل لهم هنا في السويد.
يوسف من كزابلانكا يتحدث بلغة مكسرة للبرنامج التلفزيوني، يشرح عن طبيعة العيش هناك وكيف يضطر الاطفال للعمل في أعمال غير شرعية كبيع الحشيش وغيرها، يقول يوسف انه اضطر لبيع الحشيش مثله مثل باقي الاطفال هناك ، وأنه اعتاد على ذلك كي ينسى المآسي التي يتعرض لها، وأنه كان يبلغ من العمر عشر سنوات هو يقول، أن أطفال بعمر 13 و 14 سنة يبيعون المخدرات في محطات القطارات بسبب سوء أحوال المعيشة، والشرطة تعاقبهم بالضرب، مما يجعل حياتهم هناك أسوء، ويضيف يوسف أنه يعرف العديد ممن يقومون بنفس الشيئ هنا، فيشرح لهم أن السويد أفضل بالنسبة للاطفال وأنهم عليهم أن يتقدموا بطلب اللجوء، لكنهم يخافون من الشرطة ويخافون من الإبعاد الى المغرب.
كأطفال يغامرون بحياتهم بمفردهم وبمختلف الطرق، يختبئون في سيارات الشحن، وفي القوارب عبر البحر الأبيض المتوسط للوصول الى أوربا، لكن أوربا التي يحلمون بها لم تكن تلك التي وصلوا اليها.
على الرغم من كل شيئ، فإن لهؤلاء الشبان اليافعين، الحق بالمآوى عن طريق مكاتب الخدمات الاجتماعية، حتى يبلغون سن 18، لكنهم لايشعرون بالثقة بدور الرعاية، ويعتقدون أنهم عند بلوغهم الثمانية عشر عاماً، ستقوم مصلحة الهجرة بإبعادهم مباشرة الى المغرب، لذلك يختارون البقاء في السويد بلا أوراق تعريف، ولكن الحقيقة التي لا يدركونها حقاً، هي أنه من المستحيل على مصلحة الهجرة ابعادهم بهذه الطريقة حتى بعد بلوغهم سن الرشد.
فلتتمكن مصلحة الهجرة من إبعادهم يجب أن تتوافر لديهم أوراق ثبوتية، ودول الشمال الإفريقي لا تتعاون مع السويد في قضايا تتعلق بتعريف هوية من هم بحكم الإبعاد. فهم باقون إذاً أطفال الشوارع اليوم هم جزء من جيل المستقبل، وهم كبار الغد، والمؤسسات أعلنت عجزها في التعامل مع هذه القضية، شيل تيريه تورفيك، خبير في شؤون الأطفال القادمين دون ذويهم في مصلحة الهجرة، يعبر عن ذلك خبير شؤون الاطفال القادمين دون ذويهم في مصلحة الهجرة شيل تيريه تروفيك "ليس لدي إجابة جيدة، عندما يتعلق الامر بكيفية معالجة أوضاع هؤلاء الأطفال اليوم، الذين سيبلغون في الغد، وبأي شكل سيؤثرون على كلٍ من الفرد والمجتمع، لا أعرف وليس لدي تصور، عن كيفية احتوائهم".
من ناحية أخرى يرى وكيل الجمهور لشؤون الاطفال، فريدريك مالمباري، أن الشرطة ومكاتب الخدمات الاجتماعية، لا تبذل جهوداً كافية فيما يخص أطفال الشوارع، وهو يشير الى خطورة الأمر إذا مالم يتم تداركه منذ الان، ويحذر من احتمال تعرض هؤلاء الصبية للاستغلال من قبل عصابات تورطهم في اعمال اجرامية وهو يعلق على الامر في مقابلة مع التلفزيون السويدي "هنالك حقيقة ثابتة من المهم أن نتمسك بها، إنهم أطفال ولديهم حقوق، ونحن في عالم الكبار يجب أن تكون لدينا القدرة على مساعدتهم والوقوف الى جانبهم، إن هذا الوضع غير مقبول أن يعيش مئات الاطفال في الشارع هنا في السويد" والقول لوكيل الجمهور لشؤون الطفل مالمباري، وهو يشير الى ضرورة تغيير الاستراتيجية التي تعمل بها المؤسسات المعنية والشرطة، وأنهم لا يمكن الانتظار حتى يأتي الأطفال اليهم لطلب المساعدة وإنما عليهم ايجاد طرق ليجدوا هؤلاء الذين هم بحاجة للمساعدة وكسب ثقتهم، ويمكننا التعلم من تجارب بلدان اخرى ومنظمات دولية قد تعاملت مع ظروف مشابهة في أمريكا اللاتينية مثلا وغيرها".
في السويد اليوم مئات الأطفال المهاجرين دون ذويهم ممن يضطرون لمثل هكذا نوع من الحياة ولكن لا إحصائية دقيقة بعد.
غير أن هنالك أرقاماً من مصلحة الهجرة تفيد بأنه، منذ عام 2011 أتى الى السويد حوالي 1000 طفل، يبلغون أقل من 18 عاما،ً دون ذويهم من المغرب لتقديم طلبات اللجوء، وأقل من 5% منهم فقط، نجحوا بالحصول على الاوراق المطلوبة، وبحسب مصلحة الهجرة، فإن المغرب يعتبر بلداً آمناً ولايعاني من صراعات مسلحة، والتي تعد السبب الرئيسي لمنح اللجوء والحماية.
أعلنت المؤسسات المعنية عجزها، أمام هذه القضية، هذا ما ذكرت التقارير الإخبارية، وذكرت أيضاً أن أعداد الأطفال الذين يهربون من دور الرعاية وينساقون الى حياة الشوارع العبثية، مستمرة في الارتفاع كرستيان فوردين من شرطة ستوكهولم لقد استطعنا رصد ما يقارب مئتي طفل ممن ينشطون خلال الليل، وبشكل شبه دوري في الأونة الاخيرة هنا في وسط ستوكهولم. وعن معدل أعمارهم يضيف كرستيان فوردين من شرطة ستوكهولم، إنها متفاوتة من تسع سنوات وما فوق.
المؤسسات المسؤولة عن وضع هؤولاء الاطفال بشكل مباشر،كمصلحة الهجرة، مكاتب الخدمات الاجتماعية ، والشرطة، تحاول إسكانهم في دورٍ ومراكز رعاية خاصة، ومساعدتهم في تقديم طلبات لجوء للحصول على أوراق الاقامة لتمكنهم من الذهاب الى المدرسة وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، لكن الكثيرون ممن يختارون الهرب من هذه المراكز.
"عندما أتيت الى هنا أرادوا أن يسكنوني في دار للرعاية، أنا لم آت كي أحصل على مسكن، ومأكل ، أنا جئت هنا كي أعمل وأجني المال، كل الذين أتوا هنا لم يحصلوا على مساعدة، لذلك التجؤا للأعمالالمشبوهة وبيع الحشيش والمخدرات"
هذا قول أحد الصبية الذين التقاهم البرنامج الاستقصائي، أبدراغ غرانسكننغ، وهو برنامج استقصائي، يسلط الضوء على أهم قضايا المجتمع وأكثرها اشكاليةً، ويسائل المسؤولين، وفي مهمتهم هذه المرة، يعرضون حال أطفال شوارع المدينة ومشكلتهم الرئيسية ومعاناتهم في الحصول على المساعدة التي يريدون، وبحسب تعبيرهم فهي لا تقتصر على سقف يحميهم أو طعاما يكفيهم ، وإنما حاجتهم الأساسية هي أوراق إقامة لتؤمن لهم فرصة للعمل، وبناء مستقبل لهم هنا في السويد.
يوسف من كزابلانكا يتحدث بلغة مكسرة للبرنامج التلفزيوني، يشرح عن طبيعة العيش هناك وكيف يضطر الاطفال للعمل في أعمال غير شرعية كبيع الحشيش وغيرها، يقول يوسف انه اضطر لبيع الحشيش مثله مثل باقي الاطفال هناك ، وأنه اعتاد على ذلك كي ينسى المآسي التي يتعرض لها، وأنه كان يبلغ من العمر عشر سنوات هو يقول، أن أطفال بعمر 13 و 14 سنة يبيعون المخدرات في محطات القطارات بسبب سوء أحوال المعيشة، والشرطة تعاقبهم بالضرب، مما يجعل حياتهم هناك أسوء، ويضيف يوسف أنه يعرف العديد ممن يقومون بنفس الشيئ هنا، فيشرح لهم أن السويد أفضل بالنسبة للاطفال وأنهم عليهم أن يتقدموا بطلب اللجوء، لكنهم يخافون من الشرطة ويخافون من الإبعاد الى المغرب.
كأطفال يغامرون بحياتهم بمفردهم وبمختلف الطرق، يختبئون في سيارات الشحن، وفي القوارب عبر البحر الأبيض المتوسط للوصول الى أوربا، لكن أوربا التي يحلمون بها لم تكن تلك التي وصلوا اليها.
على الرغم من كل شيئ، فإن لهؤلاء الشبان اليافعين، الحق بالمآوى عن طريق مكاتب الخدمات الاجتماعية، حتى يبلغون سن 18، لكنهم لايشعرون بالثقة بدور الرعاية، ويعتقدون أنهم عند بلوغهم الثمانية عشر عاماً، ستقوم مصلحة الهجرة بإبعادهم مباشرة الى المغرب، لذلك يختارون البقاء في السويد بلا أوراق تعريف، ولكن الحقيقة التي لا يدركونها حقاً، هي أنه من المستحيل على مصلحة الهجرة ابعادهم بهذه الطريقة حتى بعد بلوغهم سن الرشد.
فلتتمكن مصلحة الهجرة من إبعادهم يجب أن تتوافر لديهم أوراق ثبوتية، ودول الشمال الإفريقي لا تتعاون مع السويد في قضايا تتعلق بتعريف هوية من هم بحكم الإبعاد. فهم باقون إذاً أطفال الشوارع اليوم هم جزء من جيل المستقبل، وهم كبار الغد، والمؤسسات أعلنت عجزها في التعامل مع هذه القضية، شيل تيريه تورفيك، خبير في شؤون الأطفال القادمين دون ذويهم في مصلحة الهجرة، يعبر عن ذلك خبير شؤون الاطفال القادمين دون ذويهم في مصلحة الهجرة شيل تيريه تروفيك "ليس لدي إجابة جيدة، عندما يتعلق الامر بكيفية معالجة أوضاع هؤلاء الأطفال اليوم، الذين سيبلغون في الغد، وبأي شكل سيؤثرون على كلٍ من الفرد والمجتمع، لا أعرف وليس لدي تصور، عن كيفية احتوائهم".
من ناحية أخرى يرى وكيل الجمهور لشؤون الاطفال، فريدريك مالمباري، أن الشرطة ومكاتب الخدمات الاجتماعية، لا تبذل جهوداً كافية فيما يخص أطفال الشوارع، وهو يشير الى خطورة الأمر إذا مالم يتم تداركه منذ الان، ويحذر من احتمال تعرض هؤلاء الصبية للاستغلال من قبل عصابات تورطهم في اعمال اجرامية وهو يعلق على الامر في مقابلة مع التلفزيون السويدي "هنالك حقيقة ثابتة من المهم أن نتمسك بها، إنهم أطفال ولديهم حقوق، ونحن في عالم الكبار يجب أن تكون لدينا القدرة على مساعدتهم والوقوف الى جانبهم، إن هذا الوضع غير مقبول أن يعيش مئات الاطفال في الشارع هنا في السويد" والقول لوكيل الجمهور لشؤون الطفل مالمباري، وهو يشير الى ضرورة تغيير الاستراتيجية التي تعمل بها المؤسسات المعنية والشرطة، وأنهم لا يمكن الانتظار حتى يأتي الأطفال اليهم لطلب المساعدة وإنما عليهم ايجاد طرق ليجدوا هؤلاء الذين هم بحاجة للمساعدة وكسب ثقتهم، ويمكننا التعلم من تجارب بلدان اخرى ومنظمات دولية قد تعاملت مع ظروف مشابهة في أمريكا اللاتينية مثلا وغيرها".