جزيرة قوصرة هي جزيرة صغيرة إيطالية تعرف اليوم باسم مدينة ( Pantelleria ) فتحها المسلمون الامازيغ في عام 700 م. وهذه الجزيرة برغم انها تقع في قلب إيطاليا إلا أنها تتميز بالملبس العربي والعادات التقاليد الإسلامية.
الموقع: تقع جزيرة قوصرة ( بانتليريا ) في مضيق صقلية في البحر الابيض المتوسط وتبعد عن دولة تونس العربية 70 ك م. عدد السكان: عدد سكان 40 ألفًا 90 % مسلمين وتتميز المدينة بالملابس العربية سواء للمسلمين أو غيرهم. وتعلب الحضارة الإسلامية القديمة دور في هذه المدينة فهذه الحضارة مستمرة إلى الآن.
مساحتها: 120 ك م الحكم: تعتبر قوصرة الان بلدية إيطالية وعمدتها إيطالي اسمه ( سلفتورى جبرايال ). اللغة: اللغة الإيطالية ويتكلم بعض السكان العربية لإسلامهم وقربهم من تونس. الاقتصاد: يعتمد اقتصادها اعتماد كامل على السياحة ولكن اقتصادها هو جزء من الاقتصاد الإيطالي.
تاريخ قوصرة: دخلها الجيش الإسلامي عام 93 هجريا 710 ميلاديا وكان جنود هذا الجيش من الامازيغ البربر ومعهم جند قليل من العرب. اصبح حكم الجزيرة منذا ذلك الوقت إسلامي يحكمهم رجل من الامازيغ. رغما ان الفاتحون لم يكونوا عرب بل كانوا امازيغ الا انهم عملوا على نشر العربية لانها لغة الإسلام فاصبحت الجزيرة خلال فترة وجيزة تتكلم العربية. اتخذها القائد الإسلامي ( اسد بن الفرات ) عام (212هـ 827م)مركز لجيشه لفتح جزيرة صقلية المجاورة لها.
انتشرت في قوصرة المساجد والمدارس والمكتبات الإسلامية وشيد المسلمون هناك حضارة زاهرة مازالت معالمها باقية حتى اليوم. كان القاضى المسلم من أبرز الشخصيات المميزة في قوصرة وكان يحرص المسلمون على اختيار القاضى من بين علماء الإسلام في قوصرة.
عثر في قوصرة على مخطوطات إسلامية نادرة تضمنت أبحاثا مهمة في علوم البحار وعلوم الاتصال مكتوبة بالعربية. كما عثر في بعض المخطوطات الإسلامية على قصيدة شعر تنسب إلى سيدنا على بن ابى طالب.
ونتيجة لاستقرار الوجود الإسلامي في قوصرة واستمرار الحكم الإسلامي للجزيرة لعدة قرون نقل المسلمون إليها زراعة القطن والعديد من الزراعات مثل زراعة التين والزيتون وزودوها بثروة حيوانية كما انتشرت صناعة الأخشاب وذلك لتزويد دار صناعة السفن في تونس بالأخشاب اللازمة.
وحين قضى على الحكم الإسلامي في قوصرة في القرن العاشر الهجرى / السادس عشر الميلادى عقدت الدولة الإسلامية معاهدات مع حكام أوروبا على أن يتولى حكم المسلمين في قوصرة حاكم مسلم من جزيرة صقلية. ولان إيطاليا هي من تسيطر على جزيرة صقلية عملت تفريغ الوجود الإسلامي من قوصرة إلى ان اطلق عليها اسم (بانتليريا). وتبقى إلى الان الاثار الإسلامية شاهدا ووثيقة حية على الوجود الإسلامي وعطاأت الإسلام الحضارية للقارة الأوروبية. و توجد الان العديد من المفردات العربية في لغة أهل قوصرة.
كما أن تراثهم الشعبي يضم العديد من السير الشعبية المعروفة في التاريخ العربي والإسلامي. فعادات سكان قوصرة كانت إلى عهد قريب ولا زالت بعض الشى عادات عربية حيث حرص الرجال على ارتداء الذي العربي المنتشر في تونس كما كانت النساء من المسلمات وغير المسلمات يرتدين الزى الإسلامي ويتحجبن عند الخروج من منازلهن.