دعا بابا الفاتيكان فرنسيس، أمس، إلى القضاء على الأشكال الجديدة للعبودية، والتعامل مع أزمة لاجئين لا سابق لها منذ الحرب العالمية الثانية، وحض المشرعين الأميركيين على تسخير المالية والاقتصاد والتكنولوجيا في خدمة التغلب على تحديات الحروب وتغير المناخ وعدم المساواة، محذراً أيضاً من خطر التعصب.
وقال: في هذه القارة أيضاً، حمل آلاف الأشخاص على السفر إلى الشمال بحثاً عن حياة أفضل. ويجب علينا ألا يثبط عددهم هممنا، ولكن أن نتعامل دائماً بطريقة إنسانية وعادلة وأخوية مع وضعهم. واعترف أيضاً بأن من المأساوية، أن حقوق أولئك الذين كانوا هنا منذ فترة طويلة (الهنود) لم تحترم دائماً. ولهؤلاء الناس أود أن أؤكد تقديري مجدداً.
وبعدما أثنى على الكونغرس واصفاً إياه بـ «دار الرجال الشجعان»، استذكر البابا أشخاصاً أميركيين مشهورين، أمثال إبراهام لينكولن ومارتن لوثر كينغ، قائلاً إن أميركا لا تزال بالنسبة إلى كثيرين أرض الأحلام. ووسط موجة من التصفيق الحاد، دان البابا فرنسيس الأصولية سواء كانت دينية أو من أي نوع آخر، محذراً من المبالغة في التبسيط الذي يرى فقط الخير أو الشر، أو الأخيار والأشرار. منوهاً بأن العالم المعاصر، بجراحه المفتوحة، يتطلب منا أن نواجه كل أشكال الاستقطاب.
وفي إشارة إلى «الشعوب العالقة في دوامة الفقر»، دعا الكونغرس إلى تعزيز الاستخدام العادل للموارد الطبيعية، وإلى الحد، والترشيد، ووضع التكنولوجيا في خدمة «نوع آخر من التقدم، أكثر صحة، وأكثر إنسانية، وأكثر اجتماعية، وأكثر شمولاً». وأكد أن الصالح العام يشمل الأرض، مشدداً على أن للولايات المتحدة والكونغرس ذي الغالبية الجمهورية دوراً مهماً في مواجهة تغيّر المناخ. وقال: لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات واستراتيجيات شجاعة.
وأشاد البابا بالشجاعة والجرأة لدى الخصوم لاستئناف الحوار، في إشارة إلى الانفتاح بين واشنطن والخصمين التاريخيين كوبا وإيران. وقال إنه عندما تستكمل الدول التي كانت على خلاف طريق الحوار، الذي انقطع ربما لأسباب عدة مشروعة، فإن فرصاً جديدة تفتح للجميع، مشيراً إلى أن الأسرة التقليدية «مهمة لبناء الولايات المتحدة». وأضاف: لا أستطيع أن أخفي قلقي على العائلة المهددة أكثر من أي وقت مضى من الداخل والخارج. وفي ختام خطابه حيا الحشود من على شرفة الكابيتول، حيث تواجد عشرات الآلاف للاستماع إلى الخطاب التاريخي الأول لبابا في الكونغرس عرض على شاشات ضخمة.