تعود وقائع هذه القصة لحقبة الستينيات وتتعلق بنجم فريق تورينو دجيدجي ميروني صاحب الشعبية الكبيرة والشخصية المتمردة التي لم يقدر حتى المدير الفني للمنتخب إدموندو فابري على مواجهتها، حينما هدده بأنه لن يضمه للفريق إذا لم يقص شعره وفي النهاية لم يستطع فعل شيء، فاللاعب لم يستجب، والمدرب استدعاه.
وكانت شعبية ميروني رهيبة مع تورينو لدرجة أن يوفنتوس توصل لاتفاق مع النادي لضمه إلا أن مظاهرات خرجت في المدينة وسط تهديدات بإضراب عمال مصنع (فيات) للسيارات في المدينة مما تسبب في إيقاف الأمر.
كانت نهاية اللاعب غريبة، إذ إنه وعقب الجولة الرابعة التي فاز فيها فريقه على سامبدوريا بأربعة أهداف لاثنين في موسم 1967-1968، والتي لعبت في 15 أكتوبر/تشرين الأول، تعرض ميروني لحادث مزدوج أثناء تنزهه في وسط المدينة.
ومن سخرية القدر أن المتسبب في وفاة اللاعب المتألق، الذي كان عمره آنذاك 24 عاما، كان شاباً عمره 19 عاماً ويدعى أتيليو روميرو ومن أكبر عشاق ميروني ولديه ملصق كبير له معلق فوق فراشه بل وصورة له مثبتة على الدراجة النارية، بخلاف تقليده نفس تصفيف الشعر.
وكانت أول مباراة بعد هذه الواقعة هي دربي المدينة أمام يوفنتوس وقد انتهت بفوز تورينو برباعية سجل الفرنسي الأرجنتيني كومبين الذي ارتدى قميص ميروني رقم (7) ثلاثة أهداف منها.
تمر الأيام ويبرئ القضاء قائد روميرو من تهمة القتل فأوراقه كانت سليمة ولم يتخط السرعة، دهسه بسيارته بينما كان ميروني رفقة صديقه العظيم وزميله في الفريق، فابريتسيو بوليتي يعبران "كورسو ري فيتوريو" بتورينو. كان ميروني من عبر الطريق قبل أن تفتح الإشارة.
وبعد سنوات اسم أتيليو روميرو طي النسيان، ولكن بعد 33 عاماً من هذه الواقعة يتمكن من ترأس معشوقه الأول نادي تورينو بعد نجاحه مهنياً واحتلال منصب مهم في شركة (فيات).
وحينما ظن روميرو أن الدنيا ابتسمت له، تغيّر كل شيء حيث أصبحت الرفيقة العاطفية السابقة لميروني ضيفة دائمة على شاشات التليفزيون ولم تتوقف عن انتقاده وأنه لا يكرم ذكرى اللاعب الراحل بالصورة الملائمة.
لم يتوقف الأمر عند هذا بل إن جمهور الفريق كلما ساءت النتائج كان يهتف ضد روميرو في المدرجات لتذكيره بأنه قتل أحد أساطير الفريق.
وبمرور الوقت ساءت الأمور بشكل أكبر، وحاول روميرو مساعدة الفريق لتقديم أفضل ما لديه، إلا أن سوء إدارته للفريق وإسرافه في التعاقدات، تسبب في رفض الاتحاد الإيطالي لكرة القدم صعود تورينو لدوري الدرجة الأولى بسبب مشاكله الاقتصادية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي 2005 تم الحكم على رئيس النادي بالحبس لعامين ونصف العام بسبب إهدار المال والاختلاس والتهرب من الضرائب، ليتسبب نفس الشخص في سقوط تورينو مرتين.. مرة بقتل أفضل لاعبيه والثانية بإسقاطه في بئر الديون والأزمات الاقتصادية.