تظاهرات ضد الفساد السياسي في لبنان - الإيطالية نيوز

تظاهرات ضد الفساد السياسي في لبنان


نزلت مجموعات من اللبنانيين إلى وسط العاصمة مرة جديدة، أمس، للتظاهر ضد فساد الطبقة السياسية التي عقد أقطابها جلسة حوار تحت ضغط الشارع، بحثوا خلالها انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر منذ سنة وأربعة أشهر، دون الخروج بنتيجة فورية.
وبدأت الحركة الاحتجاجية في لبنان على خلفية أزمة نفايات تكدست في الشوارع، ولم تتمكن الحكومة بعد شهرين من حلها، وتهاجم الحملة «فساد الطبقة السياسية»، وعجزها عن التعامل مع مشكلات معيشية مزمنة. وأضيفت أزمة النفايات إلى أزمة سياسية ناجمة عن شغور موقع رئاسة الجمهورية وتوترات أمنية متقطعة على خلفية النزاع في سورية المجاورة، ما أعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته مرتين.
وعقدت قيادات أبرز الكتل السياسية جلسة حوار، ظهر أمس، استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة، بدعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في مقر البرلمان وسط بيروت. وانتهت الجلسة ببيان مقتضب، تلاه الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، وجاء فيه إن التركيز خلال الجلسة تم على «البند الأول (من جدول الأعمال)، المتمثل في انتخاب رئيس للجمهورية، والخطوات المطلوبة للوصول إلى هذا الأمر».
وأضاف «حدد موعد الجلسة (المقبلة) للحوار ظهر الأربعاء في 16 سبتمبر (الجاري)»، أي قبل نحو أسبوعين من الموعد الـ29 المحدد للنواب لانتخاب رئيس.
وردت مجموعة «طلعت ريحتكم»، التي تقود الحراك المدني منذ أسابيع على الحوار، في تعليق على صفحتها على «فيس بوك»، جاء فيه «لو كان لدى أي منكم (المسؤولون) شعور بالمسؤولية، لما ارتضى أن يكون هناك تأجيل للاجتماعات قبل إيجاد حلول ورد على مطالب الناس».
وترافق الحوار الذي دعا إليه بري مع تدابير أمنية مشددة، فقد انتشر المئات من عناصر قوى الأمن منذ الصباح المبكر في شوارع وسط بيروت. وأقفلت كل الطرق المؤدية إلى البرلمان بحواجز معدنية ثقيلة وأسلاك حديدية.
وتجمع عشرات المتظاهرين على الطريق البحرية المؤدية إلى مجلس النواب، وعمدوا إلى رشق عدد من مواكب السياسيين المؤلفة من سيارات سوداء ذات زجاج داكن، أثناء مرورها ذهاباً وإياباً، بالبيض. وكانوا يهتفون بشعارات منددة، وبينها «حرامي، حرامي»، و«إيه ويلا، نواب اطلعوا برا».
وفي ساحة الشهداء البعيدة مئات الأمتار عن البرلمان، حمل متظاهرون آخرون أعلاماً لبنانية، وهتفوا «صرخة صرخة ثورية، كل الوزرا (الوزراء) حراميي»، و«ما بتنفع طاولة حوار، الشعب اللبناني منو حمار».
كما حملوا صورة ضخمة عليها كل صور أعضاء مجلس النواب، كتب عليها «فشلتم في كل شيء، عالبيت».
وعلى الأسلاك الشائكة رفعت لافتة ضخمة، كتب عليها «طلعت ريحتكم»، فيما ارتدى البعض قمصاناً قطنية بيضاء كتب عليها «بدنا وطن».
ودعت منظمات المجتمع المدني والنقابات إلى تظاهرة مركزية حاشدة في وسط العاصمة «للرد على الحوار».
ونتجت أزمة النفايات من إقفال مطمر رئيس للنفايات جنوب العاصمة وانتهاء عقد شركة مكلفة جمع النفايات من دون التوصل إلى إبرام عقد جديد. ومنذ ذلك الحين، يتم جمع النفايات بشكل متقطع من بيروت، والمناطق وترمى في أماكن عشوائية من دون معالجة وفي شروط تفتقر إلى أدنى معايير السلامة الصحية.
وقال الناشط طارق الملاح من مجموعة «طلعت ريحتكم» من ساحة الشهداء «إنهم يتفقون علينا، الحوار كذب على الناس».
وقاطع حزب القوات اللبنانية جلسة الحوار، لأنه «مضيعة للوقت»، بحسب قول رئيسه سمير جعجع قبل أيام. وسبق لحزب القوات أن رفض المشاركة في الحكومة لدى تشكيلها في فبراير 2014.