تطهير الحكومات من الفساد هو بلا شك الخطوة الأولى نحو الإصلاح، فالفساد وباء اجتاح أهم وأكبر دول العالم ، وعلى الرغم من القوانين المشددة التي تفرضها أغلب الحكومات لملاحقة المسئولين الفاسدين، إلا أن هذا لم يمنع ظهورهم مرارا وتكرارا لتصبح اليقظة هي العنصر الأهم للقضاء على المفسدين في كل مكان.
ربما يكون سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق هو رمز لفساد الدولة بمختلف أشكاله ، سواء على الصعيد الرسمي أو الرياضي أو الإعلامي.. فقد نجح كرجل أعمال في السيطرة على العديد من المجالات الاقتصادية في إيطاليا وتلاعب بها، والمدهش أنه بالرغم من اتهامات الفساد التي تحيط به سواء أخلاقيا أو سياسيا أو اقتصاديا، إلا أنه نجح في الفوز بمنصب رئيس الوزراء لثلاثة ولايات كان آخرها بين عامي 2008 و2011. وقد وضع الناخب الإيطالي ثقته في بيرلسكوني العديد من المرات على أمل أن يحقق له بعض الاستقرار الاقتصادي وينتشله من هوة التقشف نتيجة الأزمة المالية العالمية أو حتى الديون السيادية.
وعلى الرغم من مثوله أمام المحكمة عدة مرات ، إلا أنه لم يتم سجنه وبديلا عن ذلك سيقضي مدة السجن في أداء الخدمة المجتمعية ، كما سيحرم من العمل السياسي لمدة لا تقل عن ست سنوات تقريبا.
- ماليزيا..تحارب الفساد على مر العقود
- البرازيل..ومحاكمات بالجملة
- الفساد..على الطريقة الكوبية
ونقلت صحيفة "غرانما" الحكومية أن قيمة البيض المسروق بلغت 8.9 مليون بيزوس، أي ما يعادل 356 ألف دولار، وأن المسؤولين المتورطين في هذه العملية "عوقبوا"، دون الإشارة إلى طبيعة العقوبة، وما إذا كانوا قد سجنوا أم لا.
وأضافت الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في الجزيرة، أن "النيابة العامة طلبت للمتهمين عقوبات بالسجن تتراوح بين ثمانية أعوام وعشرين عامًا"، لكنها لم تشر إلى تواريخ المحاكمات، وما إذا كانت أجريت أم لا.
وأظهر التحقيق وجود "أخطاء محاسبية، وضعفا في الإدارة، وانتهاكات لأصول الإجراءات، وتزويرا للفواتير"، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى مسؤولية موظفين في مناصب أعلى "ساهين أو فاسدين".
وأطلق الرئيس راؤول كاسترو في العام 2009، حملة لمكافحة الفساد الذي يصفه بأنه "سرطان" يتفشى في البلاد.
إن الفساد السياسي والاقتصادي هو آفة كل العصور، والتصدي له ربما يكون خطوة على الطريق الصحيح نحو الإصلاح وتحقيق الرخاء الاستقرار الاجتماعي والسياسي للدولة.