على الرغم من صعوبة مهمة برشلونة في العودة أمام أتلتيك بلباو بل وربما استحالتها أيضاً بعد أن خسر الكتلان برباعية في السان ماميس، إلا أن لاعبي الفريق ومشجعيه كانوا مقتنعين تماماً بإمكانية حدوث المعجزة والفوز بأكثر بفارق الخمسة على أقل تقدير. لكن في النهاية المنطق هو الذي انتصر وتمكن بلباو من حسم اللقب لصالحه، فلماذا لم تتحقق المعجزة ؟
عامل الزمن: لم يلعب برشلونة ضد أتلتيك بلباو وحسب، بل لعب ضد الزمن أيضاً. حيث أن التأخر بأربعة أهداف يفرض عليك التسجيل بوقت مبكر وخلال فترة زمنية قصيرة، ومع مرور الوقت دون تسجيل ازدادت الضغوط النفسية على اللاعبين مما أربكهم وعقّد حسابات مدربهم.
العامل النفسي: قبل اللقاء كان اللاعبون ومدربهم مفعمين بالثقة بقدرتهم على العودة، هذه الثقة الواضحة من التصريحات منحتهم تراخياً نفسياً حيث توقعوا بأنهم سيسجلون من الدقائق الأولى، لكن مرورها والوصول للدقيقة 43 دون تسجيل قلب الثقة اهتزازاً في الأداء وسبب أخطاءً في الخط الخلفي نجح النجم أدوريث في إحداها في أنهاء المباراة في وقت لا يسع فيه التعويض.
التنظيم والروح القتالية: يعتمد برشلونة عادة على استغلال الفوضى التي تصيب المنافس عندما يتعرض لضغطه الكبير، لكن من خلال مباراة السوبر الأوروبي وضح تماماً أن فريقاً بتنظيم جيد وروح قتالية عالية يستطيع إرباك الفريق الكتالوني، وهو ما قام به حرفياً نادي أتلتيك بلباو فأربك حسابات الكتلان ذهاباً وإياباً .
العامل البدني: من الطبيعي ألا يكون برشلونة مكتمل اللياقة مع بداية الموسم وهو ما بدا بعد السوبر الأوروبي وذهاب السوبر الاسباني. ومن المستحيل اجتراح معجزات بدنية في أيام ثلاثة مهما امتلك الفريق من لاعبين سوبر.
غياب نيمار : قد لا يرى الكثيرون في غياب لاعب واحد عذراً لتراجع المستوى، لكن نيمار ليس باللاعب العادي ووجوده بجانب ميسي وسواريز يشتت الدفاع ويصعب الرقابة عليهم.كما أن للبرازيلي دور كبير في قيادة مرتدات برشلونة التي حسمت الكثير من مواجهات الموسم الماضي، وبغيابه ضعفت قدرة الفريق كثيراً على الضرب بها، ومع تنظيم دفاعات بلباو انعدمت فاعلية المرتدات تماماً، والأهم أن وجود نيمار يغني ثلاثي المقدمة عن الحاجة للتمويل من خط الوسط .أي أن مراقبة ميسي وسواريز شيء ومراقبة ميسي ونيمار وسواريز شيء آخر تماماً، مع احترامنا الكامل لرافينيا وبيدرو.
في النهاية هي معجزة : ما نتحدث عنه هو عودة من نتيجة 4-0، وهي مسألة تدخل في خانة المستحيل رغم أن لا مستحيل في كرة القدم ، ولولا أن برشلونة هو من نتحدث عنه لما ناقش أحد في إمكانية حدوث المعجزة، وفي النهاية نحن نتحدث عن بشر يتمتعون بإمكانات محدودة بدنية وذهنية لا يمكن تجاوزهامهما كانوا موهوبين ومهاريين.