هشام معظماني شاب سوري في الـ24 من العمر خاض رحلة ملحمية فرارا من أهوال الحرب في سوريا حتى وصل إلى ألمانيا مرّ خلالها بصعاب كبيرة لكنها لا تقاس بلحظة إلقاء نفسه في مياه البحر المتوسط الشديدة البرودة سابحا في الليل البهيم لمدة ست ساعات في طريقه إلى أوروبا.
فقد استجمع هشام قوته وجمع أهم ثلاثة أشياء من متعلقاته الشخصية (جواز السفر وقلم ليزر وهاتفا محمولا) ووضعها في كيس بلاستيكي داخل حقيبة من النايلون لحمايتها من البلل، ثم وقف يستطلع وجهته من أحد أطراف تركيا باتجاه الجزيرة اليونانية التي كان قاصدا إياها.
والجدير بالذكر أن رحلة هشام بدأت عام 2012 عبر خلالها 11 دولة قبل الوصول إلى وجهته الأخيرة، وكانت أول مرة يترك فيها سوريا في حياته. وكانت محطته الأولى لبنان، لكن تكلفة المعيشة الباهظة هناك جعلته يواصل طريقه إلى مصر, ولم يتمكن هناك من إيجاد عمل فعاد إلى سوريا، ثم ما لبث أن غادرها لأنه لم يستطع لقاء أسرته التي كانت تعيش في منطقة تحت سيطرة الحكومة.
وحاول ثلاث مرات عبور الحدود الأردنية إلى أن نجح لكنه اعتقل في المرة الأخيرة وسحب منه جواز سفره ومكث هناك سنتين حتى استطاع رشوة مسؤول ليسترجع الجواز، ثم ما لبث أن شق طريقه إلى تركيا ومنها إلى أوروبا إلى أن وصل إلى ألمانيا في الأول من يوليو/تموز الماضي.