نشرت صحيفة ذي ناشونال بوست مقالة لعضو مجلس الشيوخ الكندي دانيال لانغ يرد فيها على مقال نشرته الصحيفة. يقول:
خلافا لما نشرته الناشيونال بوست ، فإن لجنة مجلس الشيوخ حول الأمن
القومي والدفاع لم تقترح على الحكومة التدخل للترخيص ولوضع لائحة بأسماء
الأئمة المسلمين أو سواهم من رجال الدين.
فالاقتراح المكتوب بعناية يطلب
“أن تعمد الحكومة الفيديرالية مع حكومات المقاطعات والجاليات المسلمة على
التدقيق في الخيارات المتوفرة لتدريب الأئمة في كندا والترخيص لهم”. والفرق مهم جدا لأن الاقتراح جاء ردا على شهادات أعضاء من الجاليات
المسلمة والخبراء الذين أكدوا أن التطرف يبدأ عبر التواصل بين شخصين أو بين
شخص وجماعة.
فالشهود الذين مثلوا أمام اللجنة خلال الأشهر التسعة الماضية أكدوا
حقيقة أن خطاب التطرف الممزوج بالإيديولوجية الدينية يروج له في كندا أئمة
تابعوا دراستهم وتدربوا في الخارج.
ويورد دانيال لانغ بعض تلك الشهادات:
البروفسور سليم منصور قال إن “التطرف يظهر في أوساط الشباب المسلمين
عندما تسهل سياسات الانتماء تلقينهم سياسات الجهاد على يد أئمة وناشطين في
الجالية المسلمة”.
هومة أرجوماند، اللاجئة الإيرانية التي قادت حملة دولية ضد اعتماد
الشريعة الإسلامية في أونتاريو قالت : “تحت شعار حرية الدين، مولت الدولة
مدارس دينية ومراكز وأخضعت الأولاد للعقائد والتقاليد. ومع الأموال التي
تصب من العربية السعودية وإيران وسواها من الدول ومع أئمة يتم استيرادهم
إلى كندا، كانت النتيجة واضحة فقد عبدت الدولة الطريق للمزيد من الفصل
العنصري والانعزال والتمييز”.
ويتابع دانيال لانغ مقاله في الناشيونال بوست:
أشار عدة شهود إلى أن عقيدة الجهاد، المختلف في تفسيرها، شكلت وسيلة دفع وتبرير للإرهاب الإسلامي حاليا.
ويؤكد لانغ أن كندا ليست وحدها من يبحث في سبل مكافحة التطرف الإسلامي
إذ ثمة دول أوروبية ذهبت إلى أبعد مما اقترحته لجنة مجلس الشيوخ الكندي.
فمنذ العام الماضي أقرت هولندا قانونا يمنع الأئمة الغرباء من ممارسة
مهمتهم على أراضيها وحاليا تطالب بلجيكا وفرنسا والنمسا وبريطانيا أن يتم
تدريب الأئمة داخل أراضيها. وتأكيدا على صحة مخاوفنا، أعلنت فرنسا الأسبوع
الفائت عن ترحيل أربعين إماما أتموا دراستهم في الخارج كما أعلنت تونس
مؤخرا عن إقفال ثمانين مسجدا سلفيا وهابيا.
نحن واثقون أن توصياتنا ستشجع الجاليات المسلمة على تدريب أئمتها داخل
كندا وأنها حكيمة وضرورية وتأتي في الوقت المناسب وتشكل حلولا للواقع
الأمني الذي تواجهه كندا حاليا، يختم عضو مجلس الشيوخ الكندي دانيال لانغ
مقاله المنشور في الناشيونال بوست.
من إعداد