تشهد إيطاليا
انتخابات إقليمية ومحلية تعد اختبارًا حقيقيًا لشعبية رئيس الوزراء ماتيو
رينزي، وامتحانا لبقاء سيليفو برلسكوني في الحياة السياسية، حيث تبقى نتائج
هذه المعركة مرهونة بأيدي 20 مليون ناخب إيطالي توجهوا إلى صناديق
الاقتراع للمشاركة في هذه الانتخابات.وهذه المعركة الانتخابية هي الأولى
منذ الانتخابات الأوروبية التي فاز فيها بسهولة قبل عام الحزب الديمقراطي
اليساري لماتيو رينزي بنحو 40.1 في المائة من الأصوات، ورغم أن رينزي قال،
إن «الانتخابات المحلية لها قيمة محلية»، ستتأثر صورة رئيس الوزراء الشاب
الذي يطبق برنامجا واسعا من الإصلاحات، في حال لم تأتِ النتائج لصالحه.
أنه من الصعب
استخلاص النتائج من اقتراع يجري وسط أجواء من الإرباك، فالحزب الديمقراطي
منقسم في ليغوريا، حيث قدم جناحه اليساري مرشحا آخر أمام يمين موحد وراء
مرشحه المدعوم من حزب فورتسا إيطاليا وحزب رابطة الشمال المناهض لليورو
وللهجرة، لكن للرابطة أيضا مرشح منشق في منطقة فينيتو كما هي الحال بالنسبة
إلى فورتسا إيطاليا في منطقة بوليا.وحاليا من أصل المناطق السبع يحكم
اليسار خمسًا، لكن الحاكم المنتهية ولايته في ماركي هو مرشح اليمين، فيما
تحكم رابطة الشمال منطقة فينيتو وفورتسا إيطاليا تحكم كامبانيا.وبعيدًا عن
التكهنات حول «النتائج» المحتملة التي سيحققها رينزي، تخلل نهاية الحملة
القرار الذي اتخذته لجنة برلمانية مناهضة للمافيا بترشيح على قائمتها
الاستشارية فينشينزو دي لوكا مرشح الحزب الديمقراطي في منصب حاكم كامبانيا،
الذي حكم عليه في البداية بتهمة استغلال السلطة.ودي لوكا رئيس بلدية
ساليرنو السابق، اختير في مارس الماضي خلال الانتخابات التمهيدية، وسيحاكم
الشهر المقبل بتهم أخرى، مثل الاختلاس والانتماء إلى شبكة لصوص.
ووراء الحزب
الديمقراطي ستختبر المعارضة قوتها خصوصا حركة 5 نجوم للممثل الهزلي السابق
بيبي غريلو، الذي نال 25 في المائة من الأصوات في الانتخابات التشريعية في
2013، لكنه لم ينجح منذ ذلك الوقت في التأثير على الحياة السياسية، بسبب
رفضه أي تسوية.وسيركز الاهتمام خصوصا على نتائج حزبي فورتسا إيطاليا ورابطة
الشمال اللذين سيترشحان موحدين في بعض المناطق، لكنهما يتنافسان بهدف
الهيمنة على اليمين، في حين أن الإصلاح الانتخابي الذي تم تبنيه مؤخرا
للاقتراع التشريعي سيدفع بإيطاليا إلى الثنائية الحزبية.وتشير استطلاعات
الرأي وهي صاحبة سجل تعتبره أكثر المنظمات الحقوقية رديء في إيطاليا إلى أن
الحزب الديمقراطي سيبقى بسهولة الحزب الأكثر تمثيلا، لكن اندلعت في الوقت
السابق توترات حزبية داخلية حين نشرت لجنة برلمانية مناهضة للمافيا أسماء
16 مرشحا في الانتخابات المحلية يشتبه في ارتباطهم بالفساد أو الجريمة
المنظمة.
وبالنسبة إلى
برلسكوني الذي يواجه حزبه فورتسا إيطاليا تفككا، يبدو هذا الاقتراع فرصته
الأخيرة لإثبات أنه لا يزال يؤثر على المشهد السياسي في إيطاليا، وختم
برلسكوني حملته بهفوة، بعد أن توجه إلى تجمع خصم مرشحته في إحدى بلديات
ميلانو، الأمر الذي وصفته صحيفة «لا ستامبا» بأنه «تصاعد للمأساة
الهزلية».كتب باولو ميكيلي، مرشح «الحزب الديموقراطي» الذي يتولى رئاسته
ماتيو رنزي رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، على صفحته في ” فيس بوك ” أنه ”
يمكنني القول إنني كسبت المعركة بفضل دعم الكافالييري “، وهو اللقب الذي
يطلق على برلوسكوني .