عندما يزداد صغيرك، يكون همك الأساسي تأمين الرعاية له، وتجند نفسك دائما رهن اشارته. فما عليه إلا أن يبدأ بالبكاء حتى تهرع إلى تلبية كل حاجاته. طبعا، إن ردة فعلك هذه ضرورية وطبيعية. فالمولود بحاجة إلى اهتمام والدته المستمر في الدرجة الأولى.
ولكن بعد شهور من هذه المعاملة، من الطبيعي أن يتصرَّف الطفل وكأنَّه الآمر الناهي. إلا أن عالمه ينقلب رأسا على عقب مع تقدمه في السن. فيشعر أن «عرشه» ينهار، لأن والديه ما عادا يطيعان أوامره هو، بل يتوقَّعان منه أن يطيعهما. وقد لا يتقبَّل الطفل ذلك بسهولة. لذلك يلجأ أحيانا إلى نوبات الغضب كورقة ضغط، أو يتحدَّى سلطتهما ليرى ما هي ردة فعلهما.
في هذه السن الحرجة، يلزم أن يمسك الوالدان بزمام السلطة ويمنحان طفلهما إرشادات واضحة كي يطيعها. ولكن ماذا لو تجاهل الإرشاد أو رفض الإذعان له كما يوضح السيناريو في مستهل المقالة؟
اقتراحات عملية
مارسا سلطتكما! لن يعترف ابنكما بسلطتكما ما لم تبرهنا له انكما تمسكان بزمام الأمور. لقد ادَّعى بعض الخبراء في الآونة الأخيرة أن كلمة «السلطة» تنطوي على القسوة والاستبداد. حتى أن أحدهم وصف السلطة الأبوية بأنها «منافية للءخلاق». لكنَّ التساهل يشوِّش الأولاد، يُفسدهم، ويُشعرهم أنهم متفوقون على غيرهم. وهو لا يُعدّهم لتحمُّل المسؤولية في سن الرشد. لذلك مارسا سلطتكما، ولكن باعتدال.
لا تمنعا التأديب عن ولدكما!. يُعرَّف التأديب أنه «تدريب ينمِّي الطاعة وضبط النفس، غالبا من خلال إقرار ضوابط معيَّنة إضافة الى العواقب التي تترتَّب على مخالفتها». طبعا، أن خير الأمور الوسط. فلا تؤدِّبي أيتها الأم وأيها الأب ولدكما بعنف أو قسوة. وفي الوقت نفسه، لا ترخيا له الحبل بالمرة، لأن ذلك لن يدفعه إلى تغيير سلوكه.
قدِّما إرشادات واضحة!. يلتمس بعض الوالدين الطاعة من أولادهم. مثلا، قد تقول الأم: «هل يمكنك ترتيب غرفتك يا حبيبي؟». فقد تظن أنها تعلِّمه التهذيب. لكنَّ هذا الأسلوب يضعك في موقف ضعيف ويترك لطفلك مطلق الحرية كي يزن المسألة على مهله ويقرِّر هل يطيعك. فلا تتخلَّي عن سلطتك، بل إمنحيه إرشادات واضحة، أحيانا على شكل أوامر تخدمه هو بالذات وتجعله يشعر بالمسئولية نحو تصرفاته وواجباته.
كونا مُحبين!. العائلة ليست مؤسسة ديموقراطية ولا ديكتاتورية. بالأحرى، إنها ترتيب إلهي يرشد فيه الآباء أولادهم بمحبة ليصبحوا راشدين يتحلَّون بالمسؤولية. لذا فيما يكبر ولدك أدِّبيه بمحبة؛ فذلك يعلِّمه الطاعة ويعزِّز شعوره بالآمان.