لم يتخيل الفنان الأيسلندى، كريستوف بوشيل (Christoph Büchel)، أن يُحدِث نموذَجه "الفني" الذي تقدم به في الدورة 56 لبينالي فينيسيا للفن المعاصر كل هذا الجدل في العالم، فقد تم إغلاق الجناح لأنه مُصمَّم على هيئة "مسجد"، أعد في موقع كنيسة سابقة، هذا "النموذج" الذي استفاد منه المسلمون بعد مشاهدة العروض في "الصلاة" أقلق مسئولي المدينة فقاموا بإغلاقه وسحب "التصريح" الذي منحوه للجناح بسبب ما وصفوه بتجاوزات على الاتفاق المبدئي، ومن بينها استخدام الجناح كمحل للصلاة والعبادة.
وقالت إدارة بينالي فينيسيا فى بيان أصدرته، إنها تأمل في التوصل إلى حل يُعيد فتح الجناح من جديد، وصَمم المسجد الفنان الأيسلندى، سويسرى المولد، كريستوف بوشيل. ويعد أول مسجد في هذه المدينة الإيطالية التاريخية .
وزار الجناح أكثر من 7000 زائر، سواء من المسلمين الذين قدموا للصلاة فيه أو أولئك الذين جاءوا لمشاهدة الأعمال الفنية التى يحتويها، ووصف بوشيل مشروعه هذا بأنه أحد أكثر المشاريع إثارة للجدل وجذبا للانتباه فى البينالي، وجاء بناء على علاقة فينيسيا التاريخية مع الشرق.
وقال بوشيل فى تصريحات صحفية، إن فينيسيا كانت هي المدينة التي طبعت فيها أول نسخة للقرآن في القرن السادس عشر كما أن قصر "فونداكو دى توركي" الأنيق المطل على القناة الكبرى في المدينة كان ذات يوم نزلا للتجار العثمانيين، واستغرق العمل في إعداد المسجد نحو سبعة شهور وافتتح مع افتاح البينالي في 8 مايو الجاري.
ونقلت المجلة "نيوزويك" عن إمام محلي، رداً على اتجاه السلطات لإغلاق المسجد، أن ما تسعى السلطات لتنفيذه أشبه بإلقاء "كبريت" على كومة من "القش"، وذكرت: أن المعرض كان يهدف في الأساس إلى جذب الانتباه إلى حقيقة عدم السماح ل20 ألف مسلم في مدينة "فينيسيا" البندقية ببناء مسجد، وكشفت "المجلة" عن أن إيطاليا كلها لم يُبنَى فيها سوى مسجدين، على الرغم من أن بها نحو 1.5 مليون مسلم؛ مما يدفع المسلمين للبحث عن مبانٍ أو مواقع أخرى للصلاة فيها، بما في ذلك المستودعات، ومواقف السيارات، والجراجات.