الرياض ـ «القدس العربي»: سليمان نمر: قتل ثلاثة من حرس الحدود السعودي وأربعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، في إطلاق للنار وهجوم انتحاري عند حدود المملكة مع العراق، في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، في تطور ذكر محلل أمني أنه أول اعتداء للدولة الإسلامية على السعودية.
وتشير التفاصيل التي أعطتها وزارة الداخلية السعودية عن هذا الهجوم إلى أن دورية لحرس الحدود السعودي رصدت المسلحين الأربعة وهم يقتربون من الحدود عند مركز «سويف » وهو مركزمراقبة لحرس الحدود السعودي ، تابع لمنفذ جديدة عرعر الحدودي مع العراق شمال المملكة ويبعد 40 كيلومترا عن مدينة عرعر، وهو منفذ مغلق لا يفتح إلا للحجاج العراقيين وقت موسم الحج، وعندما شعروا بذلك أخذوا بمهاجمة الدورية التي اشتبكت معهم فقتلت أحدهم وادعى ثانيهم أنه يريد تسليم نفسه، وعندما قدم قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية العميد عودة عوض البلوي وأحد ضباطه العقيد سالم العنزي وعدد من الجنود للإشراف على عملية استسلامه فجّر الإرهابي نفسه بحزام ناسف مما أسفر عن استشهاد العميد البلوي وأحد جنوده ويدعى طارق الحلواني وإصابة العقيد سالم العنزي.
وتمكن الاثنان الآخران في المجموعة من الهرب إلى وادي عرعر القريب، ولكن قوات حرس الحدود لاحقتهما حتى لقيا حتفهما، وشاركت في عمليات الملاحقة، كماعلم من مصادر في المنطقة، طائرات مروحية عسكرية أجرت مسحا جويا كاملا للمنطقة الحدودية الشمالية خوفا من قيام عناصر أخرى من المسلحين بالتسلل إلى داخل الأراضي السعودية.
وقال بيان لوزارة الداخلية السعودية إن الهجوم نفذه أربعة مهاجمين كانوا يحملون بنادق ومسدسات وقنابل يدوية وأوراقا نقدية.
وأضاف بيان الوزارة أنهم أطلقوا النار على دورية لحرس الحدود قرب عرعر وعندما تعاملت معهم قوات الأمن بادر أحدهم بتفجير حزام ناسف كان يحمله وألقي القبض على آخر. وقال البيان إن المهاجم الذي فجر الحزام الناسف لقي حتفه وقتلت القوات مهاجما آخر بالرصاص في تبادل لإطلاق النار عند الساعة 4:30 فجر يوم الاثنين قرب مركز سويف الحدودي.
وفي بيان لاحق قال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية «إن اثنين آخرين من المهاجمين قتلا في وقت لاحق أثناء هربهما إلى وادي عرعر وإن محصلة هجوم يوم امس كانت مقتل المسلحين الإرهابيين الأربعة واستشهاد ثلاثة وإصابة اثنين من رجال حرس الحدود».
وذكرت مصادر في المنطقة أن قوات حرس الحدود في المنطقة الشمالية للسعودية حيث الحدود مع العراق التي يصل طولها إلى 814 كيلومترا وضعت في حالة تأهب منذ أول أمس الأحد بعد ورود أنباء من الجانب العراقي عن مهاجمة عناصر من تنظيم القاعدة أول أمس لنقطة حدود عراقية في منطقة عنازة القريبة من منطقة عرعرعلى الحدود السعودية .
ولم تعط وزارة الداخلية السعودية التي أعطت تفاصيل شفافة عما حدث، أية تفاصيل عن هوية المهاجمين الأربعة الذين وجدت بحوزتهم أسلحة فردية رشاشة وكميات كبيرة من النقود، وقالت إنهم من «الخوارج» في إشارة لتنظيم «الدولة الإسلامية».
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لـ«القدس العربي» أن «الحادث لا يزال محل المتابعة الأمنية وأن السلطات المعنية تقوم بفحص الحمض النووي للإرهابيين الأربعة للتعرف على هوياتهم». ويعتقد أن من بينهم سعوديين ان لم يكن كلهم.ولم يكن هجوم يوم أمس هو الهجوم الأول لتنظيمي «الدولة الإسلامية « و»القاعدة على الحدود السعودية ، فقبل ذلك هاجم ستة مسلحين من تنظيم القاعدة، في شهر تموز/ يوليو الماضي، منفذ «الوديعة « الحدودي جنوب السعودية بعد أن قدموا من اليمن في عملية انتحارية قتل خلالها خمسة من المهاجمين واعتقل السادس.
ولا يعلم على وجه التحديد هدف تنظيم الدولة الإسلامية من هذه الخطوة، وما إذا كان لإقلاق الحدود السعودية مع العراق أم إدخال بعض مقاتليه إلى المملكة، وهو ما يرجحه المراقبون.
المصدر: القدس العربي