جددَتْ إيطاليا، عبر وزير خارجيَّتها باولُو جينتيلوني الذِي يزور المغرب، تشبثها بذات موقفها تجاه ملف الصحراء.. وهو القائم على دعم المساعِي التِي ترعاهَا الأمم المتحدَة لأجل مواكبة بلوغ حلٍّ متوافق عليه.. مثمنةً مجهودات المغرب ذات الصلة بهذا الموضوع.
رئيسُ الديبلوماسيَّة الإيطالية قال، عقب لقاءٍ جمعه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، إنَّ علاقات قديمة جدًّا تجمعُ روما مع الرباط على الصعِيد السياسي والاقتصادي والثقافي، وأنها باتتْ تستمدُّ أهميةً كبرى من السياق الراهن.. "لقد حافظ المغرب على استقراره في لحظة جد صعبة، تبدُو فيها حاجةٌ ماسة إلى الاستقرار، علاوةً على التطور الذِي عرفهُ المغرب خلال السنوات الأخيرة، في المجتمع كما في نظامه السياسي، أوْ في اقتصاده" يردف جينتيلوني.
وزاد المتحدث أنَّ بإمكان الرباط وروما أنْ تزيدَا من تقوية علاقاتهما، المتينة أصلًا حسب قوله، "أرى أنَّ بإمكاننا أنْ نمضي قدمًا بعلاقتنا منْ خلال إيجاد إطار جديدٍ للشراكة، وَمن خلال تعاون شامل في محاربة المخاطر التي تأتِي من الإرهاب تأتِي من بؤر مختلفة بالمنطقة.. وفي شأن الهجرة، أوضح الديبلوماسيُّ الإيطاليُّ أنَّ الظاهرة لا يمكنُ علاجها بمعدَّات عسكريَّة، رافضًا ربط الجالية المسلمة في بلاده بالإرهاب،
علاقاتنا الاقتصاديَّة يمكن أن تستمر وتتقوى، وأوجهه إلى رجال الأعمال الإيطاليين، هو أنه لا توجد الصداقة فقط، وهي مسألة أساسيَّة، وإنَّ هناك بلدًا ينبغي الالتفاتُ إلى تطوره، وبأنَّ هناك مجالات كثيرة يمكنُ لهم أنْ يشتغلُوا فيها بالمغرب، إلى جانب رجال الأعمال المغاربة، أوْ يمضُوا من المملكة إلى بلدان إفريقيَّة أخرى، "من مصلحة إيطاليا أنْ تنكبَّ على المتوسط وإفريقيَا".
من جانبه، قال وزير الخارجيَّة المغربي، صلاح الدِّين مزوَار، قال إنه قرر بمعيَّة نظيره الإيطالي بداية العمل على إطار جديد للشراكة الاستراتيجيَّة بين البلدين، بعدما عرف المغرب وإيطاليا تطورًا ينبغي أخذهُ بالحسبان.. وأضاف مزوار أنَّه بحث مختلف التطورات التي تعرفها المنطقة مع باولُو، وإنهما عرجا معا على الوضع في ليبيا، وتطورات سوريا والعراق، زيادة على ما يعتملُ في منطقة الساحل والصحراء، "خلصنا إلى ضرورة تقوية التعاون أكثر في المجال الأمنِي"، يردفُ الوزير.
أمَّا الجالية المغربيَّة المُقيمَة بإيطاليا، فأشاد مزوار بمستوى اندماجها في المجتمع والحياة الإيطاليَّين، قائلًا إنَّ لدى مغاربة إيطاليا أزيد من مائة ألف مقاولة، "هذا العدد يظهرُ أنَّ جاليتنا تندمجُ اقتصاديًّا وتساهمُ في ديناميَّة البلاد، كما أنَّ عددًا من أفردا الجالية مشاركُون سياسيًّا، ومنتخبُون على المستوى المحلِي".. وتابع مزوار أنه أكد على ضرورة حماية الجالية المغربية، إزاء بعض الانحرافات التي طفت في السنوات الأخيرة على سطح الأزمة الاقتصاديَّة، وذلك من خلال تفادِي كافَّة أشكال سوء التفاهم