الإيطالية نيوز ـ في أول خرجة إلى مدينة بوتسالو، بجزيرة صقلية، جنوب إيطاليا، تسبب ماتيو سالفيني، وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء، في أزمة ديبلوماسية مع تونس على إثر تصريحات تفوه بها يوم أمس الأحد.
وكان سالفيني قد قال عند زيارته منطقة بوتسالو الحدودية أثناء تفقده مراكز استقبال المهاجرين هناك متحدثا عن تونس: "إن تونس دولة حرة وديمقراطية، ولكن غالبا ما تصدر لنا المحكومين (السجناء). وهي الكلمات التي تتردد بصوت قوي، لتزامنها مع غرق زورق قبالة سواحل تونس فلقي حتفهم 47 شخصا وتم إنقاذ 68 أخرين، من جهة، والتي دفعت رئيس الحكومة التونسية، يوسف شاهد، إلى استدعاء السفير الإيطالي بتونس، لورينتسو فانارا، على الفور لإخباره بـ"الدهشة العميقة" من تصريحات وزير الداخلية الإيطالية الجديد، وهي تصريحات لا تعكس التعاون بين البلدين في ميدان إدارة الهجرة وتشير إلى معرفة غير كاملة للآليات المختلفة للتنسيق الحاضر بين المصالح التونسية والإيطالية لمواجهة هذه الظاهرة.
وقال السفير الإيطالي بتونس عند استدعائه من قبل وزير خارجية تونس أن كلمات سالفيني أخدت بطريقة أخرجتها عن سياقها المقصود، وأن وزير الداخلية مستعد لدعم التعاون مع تونس. الديبلوماسي الإيطالي كان قد تم تعيينه من قبل سالفيني نفسه لإخبار السلطات التونسية بأنه مستعد وجاهز لتعزيز التعاون بين إيطاليا وتونس في إطار الكفاء ات، وأن كلماته لا تعكس جو العلاقات بين البلدين.
كما قال سالفيني، زعيم رابطة الشمال المعادية للمهاجرين، قبل أن يصبح وزيرا للداخلية الإيطالية بأنه مستعد لأخد الطائرة والذهاب للقاء نظيره التونسي، لأن في إيطاليا يوجد قرابة 40 ألف مهاجر تونسي غير قانوني. من ناحية مقابلة، صرح وزير الشئون الاجتماعية التونسي إلى صحيفة "اليوم": "في حالة قرر سالفيني ترحيل جميع المهاجرين غير القانونيين، سيكون ذلك مشكلا بالنسبة لتونس، لأن الحكومة ليس لديها الآن خطة محددة لمواجهة هذا الترحيل الهائل لمهاجرينا"
